120

تكملة تاريخ الطبري

محقق

ألبرت يوسف كنعان

الناشر

المطبعة الكاثوليكية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٥٨

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
الْفَرِيقَانِ واظهر مَا كَانَ شجاعة شَدِيدَة فَأَتَاهُ سهم عَابِر فنفذ فِي خوذته وطلع من قَفاهُ فَسقط مَيتا وافلت وشمكير بعد ان اسر اكثر اصحابه وَحمل ابْن مُحْتَاج من رُؤُوس الْقَتْلَى سِتَّة الاف راس الى خُرَاسَان فيهم رَأس ماكان وَجلسَ ابو عَليّ بن مُحْتَاج للعزاء (١) واظهر الْحزن عَلَيْهِ وَقَالَ الْحسن بن الفيروزان (٢) ابْن عَم مَا كَانَ ان وشمكير اسلمه وَكَانَ الْحسن شجاعا وَقصد ابْن مُحْتَاج فَقتله (٣) وَقصد وشمكير فَكَانَ بَينهمَا حَرْب على بَاب سَارِيَة (٤) ايام ثمَّ ورد على ابي عَليّ وفاه صَاحبه نصر ابْن احْمَد (٥) فَصَالح وشمكير واخذ ابْنه (٦) رهينة وَانْحَدَرَ مَعَه الْحسن بن الفيروزان (٧) وحقد عَلَيْهِ كَيفَ لم يستخلفه على حَرْب وشمكير وانتهز غرته (٨) حِين قاربا خُرَاسَان فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَأَفلَت مِنْهُ وَقتل صَاحبه وانتهب سوَاده واستاد ابْن (٩) وشمكير وَعَاد الى جرجان فملكها فَصَالحه الْحسن ورد عَلَيْهِ ابْنه ثمَّ ان ركن الدولة قصد الرّيّ وَحَارب وشمكير فَهَزَمَهُ وَاسْتَأْمَنَ اليه اكثر رِجَاله وَصَارَ بعد انهزامه الى خُرَاسَان وَتزَوج ركن الدولة بنت الْحسن وَهِي وَالِدَة فَخر الدولة وَفِي هَذِه السّنة فرغ من بِنَاء (١٥٢٧٩) مَسْجِد براثا (١٠) وَجمع فِيهِ وفيهَا ابْتَدَأَ الغلاء بِبَغْدَاد وَبلغ الْكر من الدَّقِيق مائَة وَسِتِّينَ دِينَار (١١) وَكثر الْمَوْت حَتَّى كَانَ يدْفن الْجَمَاعَة من غير غسل وَلَا صَلَاة وَظهر من قوم فيهم دين وَصدقَة على الاحياء وتكفين الْمَوْتَى وَظهر من آخَرين فجور ومنكرات وَكَانَ عَليّ بن عِيسَى والبقري (١٢) يكفنان النَّاس على ابواب دورهما

1 / 120