{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين }(1) معناه، أخرجه مع صاحبه، فأنزل الله تعالى أبا بكر فى هذه الآية منزلة جميع المسلمين، بل جميع الخلق .
أي إن لم ينصره جميع الناس فقد نصره الله تعالى، إذ أخرجه بصاحبه، فاستغنى به عنهم. الثاني :
انه قدم فيه أبا بكر بقوله : { ثانى اثنين} والنبي ثان لأبي بكر . العالث :
قوله تعالى: * إذ يقول لصاحبه } فخصه بالصحبة، وهى أفضل الأسماء الرابع :
قوله : {لا تحزن إن الله معنا} فثبته بتثبيته وسلاه بتسليته . الخامس :
قوله تعالى : {إن الله معنا ) وهذه مرتبة لم تكن لأحد من الخلق بعد الأنبياء .
قال موسى عليه السلام: « كلا إن معى ربي سيهدين )(2) وقال رسول الله
2 : لا تحز ن إن الله معنا، وقد حكى عن القشيري أنه قال : في قول موسى عليه السلام : «إن معي ربي سيهدين ) فخص نفسه لما علم من تبديلهم وتحريفهم وعبادتهم العجل .
وقال محمد ل في نفسه وصاحبه: إن الله معنا لما علم من تثبيت أبي بكر وهدايته، ومثل ذلك ماروى في الحديث في قصة الغار قول النبي لأبى بكر : ماظنك باثنين والله ثالثهما . السادس:
قوله تعالى : { فأنزل الله سكينته عليه} وقد تنزلت عليه السكينة وغشيته الرحمة، والحمد لله .
صفحة ٩١