وعاشت مريم بعده ست سنين، وخرجت به أمه من الشام إلى مصر وهو صغير خوفا عليه من هير دوس الملك وذلك أن ملك فارس علم بمولده لطلوع نجمه، فوجه هدايا من الذهب والمر واللبان، فأتت رسله بالهدايا حتى دخلت على هير دوس، فسألوه عنه فلم يعلم به فأخبروه بخبره وأنه يكون نبيا وأخبروه بالهدايا؛ فقال لهم : لم أهديتم له الذهب ؟ قالوا : لأنه سيد المتاع وهو سيد أهل زمانه، قال لهم : ولم أهديتموه المر ؟ قالوا : لأنه يجبر الجرح والكسر وهو يشفى السقام والعلل ، قال : ولم أهديتموه اللبان ؟ قالوا: لأنه يصعد دخانه إلى السماء.
وكذلك هو يرفع إلى السماء فخافه هير دوس وقال لهم : إذا عرفتم مكانه فعرفوني به فإني راغب فى مثل ما رغبتم فيه ، فلما وجدوه دفعوا الهدايا لمريم وأرادوا الرجوع إلى هير دوس؛ فبعث الله لهم ملكا وقال لهم : إنه يريد قتله، فرجعوا ولم يلقوا هير دوس، وأمر الله مريم أن تنتقل به إلى مصر ومعها يوسف بن يقوب النجار فسكنت به في مصر حتى كان ابن اثنتى عشرة سنة، ومات هيردوس فرجعت إلى الشام، والله أعلم.
وذكر الشيخ رضي الله عنه قوله تعالى : {(ياأخت هارون)(1) وقال : إنه ليس بأخي موسى.
قال المؤلف رحمه الله : وقد قيل : إن المراد به هارون أخو موسى نسبت إليه بالأخوة؛ لأنها من ولده كما يقال : يا أخا تميم ونحو ذلك، والله أعلم.
مددة بج
فيها أربع آيات
الآية الأولى
قوله تعالى: {طه}(2)
قيل : إنه اسم علم لله تعالى أقسم به : وقيل : هو اسم للنبي وقيل : اسم للسورة، وقيل: معناه يا رجل، وقيل غير ذلك، والله أعلم.
صفحة ١٢٦