تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
الناشر
مكتب التوعية الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٠ هـ
سنة النشر
١٩٨٩ م
تصانيف
الحديث الخامس عشر:
«جهد البلاء كثرة العيال مع قلة الشئ»
ضعيف على الأقل رواه الحاكم في «تاريخه» عن ابن عمر ﵄، وقال الشيخ الألباني في «ضعيف الجامع» (٣/٨١): «ضعيف»، وأحال على «الضعيفة» (٢٥٩٢) . ورواه أيضًا الديلمي كما في «فردوس الأخبار» (٢٤٠١)، وذكر محققاه عن الحافظ في «تسديد القوس» قوله «أسنده عن ابن عمر، وفيه قصة» اهـ. قلت: وهي أن ابن عمر قال: «سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلًا يتعوذ بالله من جهد البلاء، فذكره» كما قال الحافظ المناوى ﵀ في «الفيض» (٣/٣٥٢) - إذ عزاه السيوطي للحاكم - وقال عقبة: «ورواه الديلمي أيضًا كما ذكر» . وهذا الاقتصار منى على تضعيف الحديث إنما تبعت فيه صاحب «ضعيف الجامع» حفظه الله لتعذر نظري بنفسي في إسناده، وإلا فاحتمال ضعفه الشديد عندي قائم، فالله تعالى أعلم. وأسأله التيسير. وهذا الحديث ينبغي أن يكون محله في «البدائل المستحسنة» لشدة استهتاره بين المسلمين في هذا العصر، بل وكثرة إلحاح الصحف ووسائل الإعلام الحكومية به على الناس، لإقناعهم بالحد من نسلهم، وبترك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «تزوجوا الولود، فإني مكاثر بكم الأمم» في نصوص كثيرة يعلم من مجموعها بأن تكثير الذرية المسلمة من مقاصد الشريعة المقطوع بها!! لكنى لا أستحضر له الآن بديلًا صالحًا، فيمكن إيراد بدائل تنقصه وتبطله إن شاء الله! . نعم. لبعض السلف كلمات مشهورة في ذم صاحب العيال وأنه لا يفلح ... الخ، لها محمل مخصوص لا ينبغي أن تتعداه وليس هذا مجالها.
(وقد) روى الحديث موقوفًا على ابن عمر أيضًا بسند مظلم فيه جهالة وانقطاع. قال السهمي في «تاريخ جرجان» (ص١٤٠): «حدثنا إبراهيم
1 / 69