تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
الناشر
مكتب التوعية الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٠ هـ
سنة النشر
١٩٨٩ م
تصانيف
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا سمع الرعد الشديد قال: «...» فذكره. فالراجح عن جعفر روايته مرفوعًا معضلًا لاتفاق هؤلاء الثلاثة الأثبات على مخالفة معمر بن راشد وحده ﵀ لا سيما وهو قد يهم في غير اليمنيين والحجازيين، وعبد الرزاق قد يغلط عليه أيضًا. ومخالفة كثير بن هشام - وحده - لمعمر، كفيلة بإعلال وقفه على حذيفة فإنه أعلم الناس بجعفر بن برقان كما بينا في «التبييض» (٥٠) فكيف، وقد انضم إليه حافظا الكوفة: وكيع وأبو نعيم؟ ثم إن هذه الرواية المعضلة لا تصلح لتقوية موصول ابن عمر الضعيف - كما يعرف الطلبة المبتدؤون - لجواز التقاء الطريقين في نفس العلة. والله أعلى وأعلم.
(أما) الثابت في الباب، فكله آثار موقوفة ومقطوعة.
١- فعن ابن عباس ﵄، أنه كان إذا سمع الرعد قال: «سبحان الذي سبحت
له» .
٢- وعن ابن الزبير ﵄ أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائطة من خيفته» . ثم يقول: «إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض» .
٣- وعن طاوس ﵀ أنه كان إذا سمع الرعد قال: «سبحان من سبحت له» .
٤- وعن أبي صخرة - جامع بن شداد - عن الأسود بن يزيد النخعي ﵀ أنه كان إذا سمع الرعد، قال: «سبحان من سبحت له» أو: «سبحان الذي يبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته» . وكل هذه الآثار صحاح، وسوف أخرجها إن شاء الله في قسم تالٍ من «تبييض الصحيفة»، فإن أحدهما قد جاء مرفوعًا عند الطبراني بسند لا يصح. والله المستعان.
1 / 42