تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
الناشر
مكتب التوعية الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٠ هـ
سنة النشر
١٩٨٩ م
تصانيف
يخفى. فكأن الإمام أحمد ﵀ أنكر إسناده - على قوله ابنه - من أجل هذه العلة. وفي «التهذيب» (٦/٤٠٤): «... وقال الأثرم عن أحمد: إذا قال ابن جريج: قال فلان وقال فلان وأخبرت، جاء بناكير»، وإذا قال: أخبرني وسمعت، فحسبك به» . وقال غير واحد من الأئمة أيضًا نحوه. وهو معل أيضًا - كما أومأنا آنفًا - بالانقطاع. قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام ﵀ في «فضائل القرآن» (٢٧): «حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: من سمع آية من كتاب الله ﷿ تتلى، كانت له نورًا يوم القيامة» . وحجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، أحد الأثبات الحفاظ. قال الإمام أحمد: «ما كان أضبطه وأشد تعاهده للحروف» . ورفع أمره جدًا.
وقال مرة: «كام يقول: حدثنا ابن جريج، وإنما قرأ على ابن جريج ثم ترك ذلك، فكان يقول: قال ابن جريج، وكان صحيح الأخذ» . وقال المعلى الرازي: «قد رأيت أصحاب ابن جريج، ما رأيت فيهم أثبت من حجاج» .
وقال أبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله السلمي: «حجاج نائمًا، أوثق من عبد الرزاق يقطان» . كما في «التهذيب» (٢/٢٠٥) . فإذ هو أثبت من عبد الرزاق في ابن جريج، فلا شك في أن روايه هي الراجحة. ورواية عبد الرزاق الموصولة - بذكر عطاء - معلولة. فيكون الإسناد ضعيفًا لانقطاعه بين ابن جريج وابن عباس. والله أعلى وأعلم.
1 / 113