قال الزجاج: السرادق: كل ما أحاط بشيء نحو الشقة في المضرب والحائط المشتمل على الشيء، وقال ابن قتيبة: السرادقات: الحرة التي تكون حول الفسطاط، وقيل: هو الدهليز معرب، وأصله بالفارسية سرادار، وقال ابن عباس: هو سرادق من نار.
وروى ابن لهيعة، «عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﵌ قال: سرادق النار أربعة جدر، كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة» خرجه الترمذي.
وإحاطة السرادق بهم قريب من المعنى المذكور في غلق الأبواب، وهو شبه قول من قال: إنه حائط لا باب له.
ولما كان إحاطة السرادق بهم موجبًا لهمهم وغمهم، وكربهم وعطشهم، لشدة وهج النار عليهم، قال الله تعالى:
﴿وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقًا﴾ .
وقال تعالى: ﴿ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق﴾ .
قال أبو معشر: كنا في جنازة مع أبي جعفر القاري، فبكى أبو جعفر، ثم قال: حدثني زيد بن أسلم، أن أهل النار لا يتنفسون، فذلك الذي أبكاني.
خرجه الجوزجاني.
وخرج ابن أبي حاتم، من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن