تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير
الناشر
مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
مكان النشر
الرياض - السعودية
تصانيف
معارفه اسمه: غالب بن جبريل، فمكث عنده أياما من شهر رمضان، لكن من ظلموه لم يتركوه حتى في هذه القرية الصغيرة، فوجهوا من يخرجه منها وهو مريض.
مال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا منصور غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إِنه أقام عندنا أياما، فمرض، وإِشتد به المرض حتى وجه -يعني الأمير- رسولا إلى مدينة سمرقند في إخراج محمد (^١). وقد علم البخاري بأن مخالفيه لن يتركوه، وأنه حيث ذهب سيلاحقونه، وخشي علي نفسه الفتنة، فجعل يدعو مولاه كي يقبضه إِليه.
قال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبدالجبار السمرقندي -يقول: جاء محمد بن إِسماعيل إِلى خرتنك- "قرية" علي فرسخين من سمرقند- وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو، وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم أنه قد ضامت علي الأرض بما رحبت، فأقبضني إِليك (^٢).
الراحة في الموت:
واستجاب الله لعبده الصالح، فلم يشمت به أعداءه بعد هذا، قال غالب بن جبريل -الذي نزل عنده البخاري في خرتنك-: "فلما وافى- أي الرسول الذي بعثوه لإِخراج البخاري -تهيأ- يعني البخاري- للركوب، فلبس خفيه، وتعمم، فلما مشي قدر عشرين خطوة أو نحوها، وأنا آخذ بعضده. ورجل أخذ معي يقوده إِلى الدابة ليركبها، فقال ﵀: أرسلوني، فقد ضعفت. فدعا بدعوات، ثم اضطجع، فقضي ﵀. فسال منه (^٣) العرق شئ لا يوصف. فما سكن منه العرق إِلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا،
_________
(^١) السير (١٢/ ٤٦٦).
(^٢) المرجع السابق.
(^٣) السير (١٢/ ٤٦٧).
1 / 74