المشار إليه بالبعد، كما يقال في الإنسان القريب " ذلك اللعين فعل كذا " على المجاز الاستعاري أو الإرسالي تنزيلا لعدم صلوحه للحضور والخطاب منزلة بعد المسافة أو لأن الشيء الحقير يبعد، ومن شأنه أن لا تلتفت إليه النفس فناسبت الحقارة البعد المكاني واستلزمته -وأنت خبير - من ذلك أنه قد يقصد التفخيم بالقرب بأن ينزل استحقاقه للحضور ومنزلة قربه لمكان الحضور والخطاب، فيعبر عنه باسم إشارة القرب وهو بعيد المسافة، كقوله تعالى { ربنا ما خلقت هذا باطلا } (¬1) ، ومن شأن العظيم أن تتوجه إليه الهمة وتطلب القرب منه والوصول إليه. واسم إشارة البعد تصلح لكل غائب عن حس البصر معنى أو عيبا على سبيل المجاز عندهم، نحو: " جاءني رجل " فقال ذلك الرجل: " كذا " فسرني ذلك القول منه، ونحو: { كذلك يضرب الله للناس أمثالهم } (¬2)
صفحة ١٧١