147

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

محقق

محمود عبد الرحمن قدح

الناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

وقال في خاتمة إنجيل يوحنا: "إني ذاهب إلى إلهي وإلهكم"١. فاعترف بأن له إلهًا ورباّ فقد ثبتت عبوديته ونبوّته ورسالته. ٢- دليل آخر على نبوّته ﵇، قال يوحنا التلميذ: "قال يسوع: أنا هو الراعي الصالح وأنا عارف برعيتي وهي تعرفني"٢. وجه الدلالة من ذلك ما اشتملت عليه التوراة والكتب من رعاية إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى ﵈ تقدمت لهم مقدمات في رعاية النعم ثم أُهِّلُوا بعد لسياسة الأمم، فالنبي راع من الرعاة، وداع من الدعاة، يذودهم بالإنذار عن مراتع الهلاك ويريهم بأنوار الإيمان أشراك الإشراك، ولو كان الأمر على ما يهتف به النصارى من ربوبيته لم يقل في مجلس محشود ومحفل مشهود: أنا الراعي الصالح، بل كان يرفع / (١/٣٧/أ) الالتباس ويقطع عن الناس الوسواس، ويقول: اعملوا أني أنا الله خالق السماء والأرض وجامعكم ليوم العرض، أو أنا ابن الله أو ثالث ثلاثة، أو أنا الكلمة القديمة اتّحدت بجسم إنسان. وحوشي٣ ﵇ عن هذا الذيان، بل الذي نصّ عليه ودعا تلاميذه إليه قوله في الإنجيل: "لا صالح إلاّ الله الواحد"٤. وقوله: "إن الله لا يأكل ولا يشرب ولا رآه أحد". وقوله: "إني لا أعمل بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني"٥. وسئل عن القيامة فقال: "لا يعرفها إلاّ الله وحده، فأما أنا فلا أعرفها"٦.

١ يوحنا ٢٠/١٧. ٢ يوحنا ١٠/١٤. ٣ في ص (حوشي) . ٤ مرقس ١٠/١٨، لوقا ١٨/١٨. ٥ يوحنا ٦/٣٨. ٦ مرقس ١٣/٣٢.

1 / 171