136

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

محقق

محمود عبد الرحمن قدح

الناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

فكيف تركتم هاتين الجهتين ولكم فيهما مستمسك وتوجهتم إلى جهة ارتضاها اليهود الملاعنين للتنكيل بإلهكم كما زعمتم؟!. ولو كنتم ذوي نظر وعبر لكانت هذه الجهة حرية عندكم بالمقت / (١/٣١/أ) فإنها الجهة التي هلك فيها معبودكم وقبلت دم ربّكم. وأخبرونا عن توجه هذا المصلوب إلى هذه الجهة أكان في ذلك طائعًا أو كارهًا؟! فإن كان كارهًا لم يكن لكم أن تصلوا إلى جهةٍ لم يخترها صاحبكم ولم يرضها وإنما حُمِل عليها مجبرًا، وإن كان قد توجه إليها طائعًا راضيًا، فَلِمَ [تلعنون] ١ اليهود الذين صلبوه [وتكفرونهم] ٢ والذي فعلوه به إعانة له ومساهمة في حصول محبوبه وقرة عينه، ولاسيما أنهم نهجوا لكم قبلة تصلّون إليها؟! فتحننوا الآن على اليهود وتبركوا بهم إذًا، إذ كانوا قد فعلوا ما هو قرّة عينكم وعين صاحبكم. وكذلك يهوذا الإسخريوطي٣ الذي ارتشى عليه وألقاه في أيدي اليهود حتى قتلوه وصلبوه بزعمكم فصلّوا عليه وترحموا وتبركوا باسمه وصَوِّبُوا فعله، فإنه صار وسيلة إلا خلاصكم، وإذ قلتم: إن أسلافكم في دركات النيران ولا خلاص لهم من ذلك إلاّ بقتل ربكم، وإنما قتل وصلب بدلالته وبركة سفارته

١ في ص تلعنوا، والصواب ما أثبته. ٢ في ص وتكفروهم، والصواب ما أثبته. ٣ يهوذا: اسم عبري، معناه: حمد، ولقب بالإسخريوطي تمييزًا له عن يهوذا آخر، وكان أحد الحواريين الاثني عشر، وأمينًا للصندوق، وبرغم ذلك فقد خان يهوذا المسيح ووشى بمكانه لليهود مقابل ثلاثين مثقالًا من الفضة، ثم قيل: بأنه خنق نفسه شنقًا ندمًا على خيانته. ر: متى إصحاح ٢٧، قاموس الكتاب ص ١٠٨٩-١٠٩١. وقد ورد أن الله عاقبه على خيانته فألقى شبه المسيح على يهوذا فقبض الحراس عليه، ثم قتلوه صلبًا بدلًا من المسيح الحقيقي الذي نجّاه الله عزوجل ورفعه إليه. ر: إنجيل برنابا إصحاح ٢١٥، ٢١٦.

1 / 157