112

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

محقق

محمود عبد الرحمن قدح

الناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

وقد اتّفق مثل هذا الابتلاء لطائفة من الأولياء ولم يجدَّ بهم الهلع بزمامه ولا أنزلهم عن غارب التوكل سنامه، قال بعض السلف: "نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله"١. اعلم أن يسوع٢ هو عكس عيسى، وكأنه (يَسُع) أشبعت الضمة قليلًا فصارت واوًا، وكذلك يشوع في التوراة هو يوشع٣. فأما يلامعمداني فهو يحيى٤ بن زكريا - وهو نبي ابن نبي - ولد بالبشرى من الله، وهو أكبر في السن من المسيح بستة أشهر أو نحوها، وقد تولى التعميد

١ هذه مقالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ عندما خرج إلى الشام فأخبره أمراء الأجناد بأن الوباء وقع بالشام فاستشار الصحابة في دخول الشام أو الرجوع عنها فأشار عليه مشيخة قريش من مهاجرة الفتح بأن يرجع بالناس ولا يقدمهم على الوباء، فأذن عمر بالناس، إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه. قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أفرارًا من قدر الله؟. قال لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم. نفر من قدر الله عزوجل إلى قدر الله ...، ثم جاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبًا في بعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علمًا سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه". قال: فحمد الله عزوجل ثم انصرف. أخرجه البخاري في كتاب الطبّ باب ٣٠. فتح الباري ١٠/١٧٩، مسلم ٤/١٧٤٠، ١٧٤١، في سياق طويل عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -. ٢ نقله أيضًا نجم الدين الطوفي في كتابه: الانتصارات الإسلامية ص ٧٧، وفي الصحاح للجوهري ٢/٩٥٥: عيسى اسم عبراني أو سرياني، والجمع العيسون، والنسبة عيسى وعيسوي. وجاء في قاموس الكتاب ص ١٠٦٥: أن يسوع الصيغة العربية للاسم العبري يوشع ومعناه: يهوه مخلص، الله مخلص، وقد سمي بهذا الاسم المسيح حسب قول الملاك ليوسف: متى ١/٢١، مريم لوقا ١/٣١. اهـ. ٣ هو يوشع بن نون ﵇، الاسمان يشوع ويسوع شبيهان وقد تقدمت ترجمته. انظر: ص ١١٩. ٤ يحيى بن زكريا ﵉، ورد ذكرهما في آيات متعددة في القرآن الكريم. انظر: سيرتهما في قصص الأنبياء لابن كثير ص ٤٦٦-٤٧٧، ولعبد عبد الوهّاب النجار ص ٣٦٨-٣٦٩، والنبوة والأنبياء للصابوني ص ٣٢٦-٣٣٦. ويذكر عنه قاموس الكتاب ص ١١٠٦-١١٠٨، ما ملخصه: "بأنه كان ناسكًا زاهدًا يدعو الناس إلى التوبة ويعمدهم بعدها في نهر الأردن وذلك سبب تسميته: "يوحنا المعمداني" وقد أمر هيردوس بقتله في حوالي سنة ٢٨م، ودفنه تلاميذه في سبطيًا عاصمة السامرة بجانب قبر اليشع وعوبديا". اهـ بتصرف.

1 / 133