============================================================
9 أخبار هلال بن الاسعر المازنى على عجزه . وهو مضطجع . فتناول هلال يده فآجتذبه إليه فرمى به تحت فخذه ثم ضغطه ضغطة. فنادى صاحبه : ويحك ! آغثنى فقد قتلنى . فدنا صاحبه منه.
فتناوله هلاك أيضا فأ جتذبه فرمى به تحت فخذه الأخرى، ثم أخذ برقابهما فجعل يصك رأسيهما بعضا ببعض ، لا يستطيعان أن يمتنعا منه . فقال أحدهما: كن هلالا ولا نبالى [ما صنعت] . فقال لهما : أنا والله هلال، ولا والله لا تفلتان منى حتى تعطيانى عهدا وميثاقا لا تخيسان(1) به لتأتيان المربد (2) إذا قدمتما البصرة ، ثم لتناديان بأعلى صوتكا بما كان منى ومنكما . فعاهداه وأعطياه تؤطا من التمر الذى معهما، وقدما البصرة فأتيا المربد فناديا بما كان منه ومنهما.
وحدث گنيف بن عبد الله المازنى قال : كنت يوما مع هلال ونحن تبغى إبلا لنا، فدفعنا إلى قوم من بكر بن وائل ، وقدلفئنا(2) وعطشنا . وإذا نحن بفتية شباب عند ركية لهم ، وقد وردت إبلهم .
فلما رأوا هلالا استهولوا خلقه وقامته . فقام رجلان منهم إليه ، فقال له أحدهما : ياعبد الله ، هل لك فى الصراع؟ فقال له هلال : أنا إلى غير ذلك أحوج . قال : وما هو؟ قال : إلى لبن وماء فإنى لغب ظمآن . قال : ما أنت بذائق من ذلك شييا حتى تعطينا عهدا لتجيبننا إلى الصراع إذا ارحت(4) ورويت . فقال لهما هلال: إنى لكما ضيفة، والضيف لايصارع آهله(6)، ورب منزله ، وأتم مكتفون
من ذلك بما أقول لكم : أعمدوا إلى أشد فخل فى إبلكم شدة وهيبة وصؤلة ، وإلى أشد رجل منكم ذراعا، فإن لم أقبض على هامة البعير وعلى يد صاحبكم ، (1) لاتخيسان : لاتغدران.
(2) المربد : من أشهر محال البصرة.
(3) لغبنا : تعبنا وأصابتا الإعياء : (4) أرحت : رجعت إليك نفسك بعد الإعياء (5) آهله : أى المرحب به.
صفحة ٣٤٢