============================================================
تجريد الاغانى
أريد به حقن دمائكم : فشتموه وشتموا يزيد، وقالوا : لا نبدأ إلأ بك، ثم
تخرجهم بعدك . فأتى مروان بن الحكم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ، فقال : اسا(1) يا أبا عبد الرحمن ، إن هؤلام القوم قد ركبونا كما (1) ترى ، فما ترى فى ضم عيالنا؟
قال : لست من أمركم وأمر هؤلاء فى شىء . فقام مروان وهو يقول : قبح الله هذا أمرا وهذا دينا ! ثم أتى على بن الحسين عليهما السلام ، فساله أن يضم آهله وتقله، (2) ففعل ، ووجهم وأمرأته أم أبان بنت غمان إلى الطائف، ومعها آبناه : عبد الله ، ومحمد . فعرض حريث رقاصة، وهو مولى لبنى بهز من سليم - كان بعض عمال المدينة قطم رجله ، فكان إذا مشى كانه يرقص، فسمى رقاصة - لتقل مروان، وفيهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، فضربته بعصا فكادت تدق عنقه، فولى . ومضؤا إلى الطائف .
قلت : أم عاصم هذه ، أم عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه .
3 قال : وأخرجوا بنى أمية ، فمضوا إلى ذى خشب(3) ، وفيهم عثمان بن محمد بن أبى سفيان ، والوليد بن عتبه بن أبى سفيان . وأتبعهم العبيد والصبيان والسفلة ت 11
يرمونهم . وأقامت بنو أمية بذى خشب عشرة أيام، وسيروا حبيب بن كرة إلى يزيد بن معاوية يعلمونه، وكتبوا إليه : الغوث! الغوث ! و بلغ أهل المدينة آنهم وجهوا رجلا إلى يزيد. خرج محمد بن عمرو بن حزم، ورجل من بنى سليم، من بهز، وحريث رقاصة، وخحمسون راكبا، فأزعجوا بنى أمية منها؛ فنخس حريث بمروان فكاد يسقط عن ناقته ، فتأخر عنها وزجرها وقال : أعلى وأسلمى . قلما كانوا (1) فى بعض أصول الآغانى : "بماه.
(3) الثقل : المتاع والحشم .
(3) ذو خشب: واد على مسيرة ليلة من المديةة ،
صفحة ٢٧