============================================================
اخبار أبى قطيفة وشهادة مولى له عليه . فأرسل إلى مولاه فأقرأه الصك . فلما قرأه بكى وقال : نعم ، هذا خطه وهذه شهادتى عليه . فقال له عمرو : ومن أين يكون لهذا الفتى عشرون
ألف درهم ، وإنما هو صعلوك من صعاليك قريش! قال : آخبرك عنه : مر سعيد بعدعزله فاعترض له هذا الفتى يمشى معه حتى صار إلى منزله ، فوقف له سعيد فقال : ألك حاجة؟ قال : لا ، إلا أنى رأيتك تمشى وحدك فأحبت أن أمشى معك لأصل جناحك . فقال لى : أئتنى بصحيفة . فأتيته بهذه، فكتب له على نفسه هذا الدين وقال : إنك لم تصادف عندنا شييا فحذ هذه ، فإذا جاء نا شىء فأتنا . فقال عمرو : لا جرم والله ، لا تأخذها إلا بالوافية ، أعطه إياها . فدفع إليه عشرين ألف درهم وافية وقيل : كان الرجل يأتى سعيدا يسأله ولا يكون عنده ، فيقول : ما عندى ، ن ود سى ولكن اكتب على به. فيكتب عليه كتابا، فيقول : ترؤنى أخذت منه ثمن هذا؟لا، ولكنه يجىء فيسألنى ، فينزو دم وجهه فى وجهى فأكره رده . فأتاه مولى لقريش بابن مؤلاه ، وهو غلام ، فقال : إن أبا هذا قد هلك وقد أردنا تزويجه . فقال: ماعندى ، ولكن خذ ما شئت فى أمانتى . فلها مات سعيد ابن العاص جاء الرجل إلى عمرو ، فقال : إنى قد أتيت أباك بابن فلان ، وأخبره القصة . فقال له عمرو : فكم أخذت؟ قال : عشرة آلاف . فأقبل عمرو على القوم فقال : من رأى أعجز من هذا؟ يقول له سعيد : خذ ما شئت فى أمانتى، فيأخذ عشرة آلاف . والله لو أخذت مائة ألف لأديتها عنك : و" القرائن" المذكورة فى شعر أبى قطيفة حيث يقول : إلى البلاط فما حازت قرائنه * هى دور كانت لبنى سعيد بن العاص متلاصقة، شتميت بذلك لاقترانها :
صفحة ٢٢