============================================================
أخيار المجنون 157 اذاما أنتضلنا فى الخلاء(1) نضلته وإن يرم رشقا عندها فهو ناضلى فلما أصبع لبس حلته وركب ناقته ومضى متعرضا لهن ، فألفى للى جالسة بفناء يتها، وكانت معهن يومئذ، وقد علق بقلبها وهويته، وعندها جويريات تحدثنها ، فوقف عليهن وسلم ، فدعونه إلى النزول وقلن له : هل لك فى محادثة من لا يشغله عك منازل ولا غيره اقال : إى لعمرى 1 وفعل فعلقه بالأمس : فأرادت أن تعلم هل لها عنده مثل ما له عندها، فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة وتحدث غيره، وقد كان علق حيها بقلبه وشغفه وأستملحها ، فبينا هى تحدثه إذ أقبل فتى من الحى ، فدعته فسارته سرارا طويلا ، ثم قالت له : 4) آنصرف . فانصرف . ونظرت إلى وجه المجنون قد تغير وأمتقم (2) وشق عليه مافعلت، فأنشأت تقول : كلانا مظهر للناس بفضا وگل عند صاحبه مكين تبلفنا العيون مقالتينا وفى القلبين ثم هوى دفين فلما سيمع هذين البيتين شهق شهقة عظيمة وأغمى عليه ، فمكث كذلك سا2 ساعة، ونضحوا الماء على وجهه حتى أفاق . وتمكن حب كل واحد منهما فى قلب صاحبه. وبلغ منه كل ميالغ: 1154-2 خطيته لليل وقيل: لما شهر آمر المجنون ولئلى ، وتناشد الناس الشعر الذى عمله فيها ، واختيارهاغير خطبها و بذل لها خمسين ناقة خمراء، وخطبها ورد بن محمد العقيلى، وبذل لها عشرا من الإيل وراعيها . فقال أهلوها : نحن تخيروها بينكما ، فمن أختارت تزوجته. فدخلوا إليها وقالوا : لئن لم تختارى وردا ليميلن بك : فقال المجنون : ألا يا ليل إن ملكت فينا خيارك فانظرى أين (3) الخيار 21 1014)
(1) اتتضلتا : ترامينا . ونضلته : غلبته، (2) امتقع : تغير لونه . (3) فى بعض أصول الأغاى : 0لمن9 .:
صفحة ١٦٤