بادلته الابتسامة البذيئة: «كل ما عليك أن تألفه هو قليل من المرونة.» - «أوكي، أوكي.» وركل المقعد حتى قلبه. «لقد سئمت هذه الأوراق. تعالي نخرج ونتريض قليلا.»
تصلب ظهرها. كانت في وسط شيء وتريد أن تنتهي منه.
قالت: «أوكي.»
نهضا واقفين، وتقدم منها فوضع يده على ظهرها. - «للأمانة يا لوري، لم أقصد مضايقتك.» - «ألم أطلب منك ألا تناديني بهذا الاسم؟» - «أنا أحبه. ألا يمكنك أن تكوني مرنة قليلا أنت الأخرى؟» - «بشأن اسمي؟» يظن الرجال أن بوسعهم إطلاق ما يشاءون من أسماء على النساء، لأن هذا ما فعله آدم. وبهذا يعطون المرأة الشكل والوظيفة اللذين يريدونهما لها. «طوال أعوام زواجي، لم يدعني زوجي باسمي مطلقا.» - «كيف كان يدعوك إذن؟» - «حسب الأحوال. عسل، وحلوة، أو فاجرة وعاهرة.»
ضحك: «خطيئة لم أرتكبها.» - «لكنك فعلت. لوري. إنها تحط من شأني.» - «إنها تعبر عن الحب.» - «لوري. جودي. جيل. بانسي. أسماء فتيات صغيرات. نحن نعطي النساء أسماء لا يمكنهن أن ينضجن وينمون معها. هل بوسعك أن تتصور سيدة في التسعين من عمرها تدعى «جودي»؟ أو «جيل» بصلعة وعكاز؟ أو«دونا» تخلع أسنانها الصناعية؟» - «يمكنك أن تناديني بما شئت من أسماء، وسأستجيب لك دائما.» وابتسم متظاهرا بالعهر، ثم مضى إلى الصالة ليجلب سترتيهما.
ابتسمت في خبث: «وماذا عن أنتوني؟» - «ماذا قلت؟» بصوت غير واضح من بين المعاطف. عند باب المسكن. «ماذا؟ أوه، اسم زوجك؟»
ورأى ابتسامتها، فانفجر ضاحكا، وانقض عليها، وصارعها إلى أن أوقعها أرضا، وكانت تلك هي نهاية التمشية المقترحة. •••
في النهاية، مضت معه إلى برمنجهام. انطلقا فوق طرق السيارات، مخترقين الأراضي الإنجليزية الخضراء. كانت الأبقار تستريح فوق سهول من المخمل الأخضر، بينما انتصبت في الأفق مداخن بيضاء .. أجزاء من مولدات كهربائية، وبالقرب أبراج كهرباء تحمل أسلاكا سميكة متأرجحة.
قالت وهي تومئ إلى المشهد: «إنهم يفعلون ذلك أفضل منا .. أقصد الجمع بين الصناعة والأرض الزراعية.» - «في بعض الأماكن. لكن معدل الإنتاج لديهم لا يرقى إلى مثيله عندنا أبدا.» - «من السهل أن تكون فعالا وأكثر كفاءة عندما تريد شيئا واحدا وحسب.»
رمقها بنظرة سريعة: «ماذا تعنين؟» - «إذا كان الربح هو كل ما يعنيك، يمكن أن تحصل عليه بسهولة. أما إذا كنت تهتم أيضا بأمر الأرض التي تلوثها، والناس الذين تسممهم، وبسلامة المنتج الذي تصنعه، لن يكون الأمر سهلا. فأمامك أهداف عديدة، ولا بد أن تكون دائريا لا خطيا.» - «التفكير الدائري لا يؤدي إلى شيء. فهناك الكثير منه. كثير من النقاد ذوي الرءوس الخفيفة الذين لا يعرفون عم يتحدثون.» - «تقصد أنصار حماية البيئة؟» - «هم وغيرهم. الأكاديميون. من لا يملكون السلطة وينتقدون حائزيها.» - «أوه، فيكتور، هل تظن حقا أن هذا هو كل ما في الأمر؟ وأنه لا يوجد أساس حقيقي للاهتمام بالقضايا العامة؟» - «بالتأكيد يوجد لدى البعض. لكن ما أعرفه، هو أن الدوافع الحقيقية للبشر، برغم ما يدعونه، هي حيازة القوة والسطوة. السطوة هي ما يسعى وراءه الجميع في واقع الأمر.»
صفحة غير معروفة