يوميات زوجة غير مخلصة
للكاتبة الإيرلندية إدنا أوبريان (1966م)
Diary of an unfaithful wife by Edna O’berien 1966
كان قرطي ضائعا. بحثت عنه فوق الأريكة وخلف الوسادة. وقلت كأنما أخاطب نفسي: «سأفتقده.» كان عبارة عن قطعة فيروز مثبتة في سلسلة صغيرة من الذهب. نزع «ب» القرط الآخر وسألني، في رقة، ما إذا كان ثقب أذني يؤلمني. قلت له: «كلا، إلا إذا عبث أحد بقرطي.» وسرعان ما كنا نتبادل القبلات من جديد. وفيما بعد وضع يده في جيبه فوجد القرط، وقال: «هل أنت التي وضعته؟» استأت من تفكيره بأن في وسعي أن أفعل شيئا كهذا. كان واعيا لأول مرة بخطر افتضاح أمرنا. فقد كان أمنه «مهددا» (تلك الكلمة مرة أخرى).
لم يحدث أن رقصنا أو لعبنا التنس أو أخذنا الباص سويا.
رعشه طويلة: من خلف عنقي حتى عقبي. أفكر في سياج من الأسلاك شحنت بالكهرباء لتبعد الخراف. وتنمو الفكرة معي. أغلب من أعرفهم من الخراف. قد لا يكونون كذلك في أعماقهم، لكني أقصد نفوسهم التي يعرضونها على الملأ في حفلات العشاء وغيرها من المناسبات. بوسعي أن أتصور وجه «ب» الآن، وفي البداية كان غالبا ما يتلاشى من ذهني حال ظهوره. عندما تلتقي عيوننا ونحدق النظر، نفعل ذلك بطريقة تجعلنا أكثر حياة وأكثر موتا. الموت بالنسبة إلى العالم الخارجي، والحياة بالنسبة إلى أنفسنا. هل هذا هو ما فعله نارسيس في البحيرة؟ هل هذا هو الحب؟
قال: «عندما لا تتحدث النساء في الفراش، تزيد قدرة الرجل على تذكر الجسد.» لعل «هي» تطبق فمها.
كنت أول من وصل هناك. لا أستطيع أن أضبط وقت هذه الأمور. كما هو الحال في السمنة أو النحافة - فلم يحدث أبدا أن كنت سمينة أو نحيفة، لأني دائما في الطريق لأن أكون كذلك. كانت الردهة مزدحمة. وكانت هناك لوحات ملونة عن رحلات إلى أماكن أخرى. الريفيرا زرقاء وكذلك أثينا. عندما دخل «ب» قلت له: «دعنا نذهب إلى أثينا الزرقاء.» كان بودي أن أذهب معه بعيدا لمدة أسبوع. مجرد أسبوع واحد نعرف أنه سرعان ما ينتهي. كانت قاعة الطعام ضخمة. وطلبت مائدة في الركن لأني شعرت أني سأقع لو جلسنا في الوسط. لا أستطيع مضغ الطعام أمامه. عندما نفترق يبدو دائما سعيدا، بينما أكون مكتئبة. يعجبني هذا فيه. ويعجبني الرجال. أنا معجبة بزوجي أيضا. ليس بسبب رقته، وإنما بسبب عمله، فهو يقضي اليوم كله بين السجلات والملفات والناس.
أتأرجح بين السعادة وأقصى درجات اليأس. التقيت صغيري جيريمي بعد المدرسة. تأخرت خمس دقائق. انصرف جميع الأطفال الآخرين. كان موشكا على البكاء. قال «انحل رباط حذائي.» لم يكن هذا صحيحا. الأطفال خبثاء.
أمسية تسكنها أمسيات جميلة أخرى. وأنا أستعد للقاء «ب» فكرت في الاستعداد لزوجي، وبدا كل شيء سليما وكاملا ومتناسقا. كان مخدعي باردا لأن الأنابيب أصيبت بشيء من التلف، وفكرت في ورقة نعناع تجمد الصقيع فوقها، واختلطت هذه الفكرة بزخارف الكعك وحشيشة الملائكة. كان شعورا جميلا في تلك الأمسية الباردة اللاهثة، أن أكون قادرة على التفكير في غصن نعناع غطاه الصقيع، وفم «ب» عندما نلتقي ويمتد ليلمس فمي بدلا من أن يقول هاللو. ما كان يجب أن أطلب ذلك منه. قال: «أكتب إليك؟ لماذا يجب أن أفعل ذلك؟» لعله ظن أني أطالب ببرهان على حبه. ويبدو أنه كان على حق.
صفحة غير معروفة