عبرت الصالة مرة أخرى إلى مطبخ جينا القديم. وبدأت تعد القهوة.
ناداها: «أجلي التوست. سأحلق ذقني أولا.»
كسرت خمس بيضات في إناء وأضافت قليلا من البقدونس المجفف ومسحوق الثوم والفلفل الأحمر الحار، وخضت المزيج. وبدأت القهوة تغلي. توست وزبد ومربى. وذهبت تعد المائدة في غرفة المعيشة. وفي الدقيقة الأخيرة أضافت قطعا من اللحم المقدد إلى البيض، وذاقت القهوة، ثم خففتها بالماء المغلى.
قالت: «كل شيء ناضج إما أكثر مما يجب أو أقل مما يجب.» - «هذا هو الواجب.»
كان يرتدي قميصا مخططا بالأزرق والأبيض، ورباط عنق بلون البحر، وسروالا رماديا، وحذاء أسود بلا رباط، وسترة بحرية بأزرار نحاسية وكان قد جرح نفسه أسفل ذقنه: «هذا ما يحدث لي دائما.»
قالت: «كنت أظن دائما أنك ستتزوج جينا. لقد راهنت على ذلك مرة وخسرت خمسة دولارات.» - «ما الفائدة عندما تخبو الإثارة الجنسية؟» - «هل خبت لديها أيضا؟» - «لا أعرف يا عزيزتي. فلم تكن جينا تتحدث كثيرا عن نفسها.» - «ألا يمكنك أن تخمن؟» - «لا. كانت جينا ريفية في أعماقها. مغلقة على نفسها تماما وهادئة.» - «كانت تتكلم معي كثيرا.» - «كانت تتكلم دون أن تقول شيئا.» انحنى وأزال برفق بقايا قطعة من البيض التصقت بذقنها «لماذا لا ترتدين ملابسك ونركب سويا إلى المدينة. سأتولى أنا تنظيف المائدة.»
نادته من الحمام بعد دقائق: «هل لك أن تعطيني قلما؟»
وفي سيارة الأجرة التي أقلتهما إلى المدينة سألها: «ماذا كنت تريدين من القلم؟» - «حاجباي.» - «ظننتك ستكتبين لي كلمة وداع.»
طافت عيناها بحقيبة العطلات الصوفية التي كانت بجوارها على المقعد ثم سألته: «إذا كنت رغبت بي منذ عام، فما الذي أخرك طول هذا الوقت؟» - «التعقيدات يا عزيزتي. الحقيقة أن ما حدث أمس، وقع قبل أن أتوقعه. فأنا مشغول الآن بعقد أواصر علاقة أخرى.» - «كذلك أنا.» - «ويللر؟»
أطرقت برأسها. - «ألم تكن لك به علاقة منذ سنين عدة بعد انفصالك عن أوكنور؟»
صفحة غير معروفة