فقال شخص ما: «إذن تعالوا نصعد.» - «لن تجدوا أحدا. تأخرتم كثيرا.»
كانوا قد كسبوا واحدا من الزوجين: شابا أحول العينين، في قامة ستيف ريفز، وشقراء نحيفة في سترة طلابية. وكانت معهما سيارة.
قالت الممثلة وهي تضحك: «هل يمكنه أن يرى الطريق حتى يقود سيارة؟»
انطلقوا إلى منزل الحورية ذات الشعر الأسود: شقة عالية السقف، أشبه بالكهوف، تضيئها الشموع، وتبرز من أركانها نتوءات سوداء من أثاث قديم، وينتصب فيها تمثال متألق من الرخام الأبيض لامرأة يونانية، وأشجار نخيل حية في أصص، وثلاث شرفات ومدفأة في كل غرفة، وأرضيات خشبية لامعة وسجاد من فراء القندس. وكان المرحاض عاطلا عن العمل.
كان ثمة جهاز ستريو مخبأ في دولاب. وأدارت المضيفة أسطوانة تويست. وسأل رجل الإعلان: «أيوجد هنا ما يشرب؟» لكن أحدا لم يجبه. أصبحت حركات يديه الآن أكثر وضوحا، فقد بدا كأنه يسير حاملا فنجانين من الشاي. أضاف: «أبحث عن شيء.» - «في منزل غريب؟» - «المطبخ .. المطبخ.»
قالت له الممثلة: «ماذا تتوقع من حورية؟ أعطها كوب ماء وستعيش عليه أسبوعا كاملا.»
نزع الرجال ستراتهم. كانت الحورية ذات الشعر الأسود ترقص التويست بمفردها برشاقة ولم تكن ترتدي سوى جسدها الأبيض الطويل وجوب التويد والحذاء الجلدي الأسود. وكانت قامتها ترتفع ستة أقدام. وبسبب شعرها الطويل، المنساب في استقامة حتى رباط خصرها، بدت الجوب غير ملائمة، أليق بمشرفة مدرسة أو رئيسة لمنظمة نسائية في ولاية كونيكتيكت.
قال الأمريكي: «خذوا راحتكم.»
سألته حورية الشعر الأسود: «تريد أن أعلمك التويست؟» - «ولم لا؟» - «ها هي. ليس هناك شيء آخر.» - «هذا مسكن جميل. من أين جئت بهذه الأنتيكات الرائعة؟» - «أوه من هنا وهناك .»
تجولت الحورية الشقراء في أنحاء المكان في سوتيان من الدانتلا السوداء، وجوب، وعقد من اللؤلؤ، وقرطين من اللؤلؤ، ثم انطلقت إلى المخدع.
صفحة غير معروفة