ثم تقدمت مني. ظننت أنها تنوي الاستمرار في تعذيبي، وأنها ستصفعني، وعاهدت نفسي على الخضوع والقبول بكل شيء. لكنها ركعت إلى جواري، واحتوتني بين ذراعيها، وقبلتني، ببطء، ودربة وحلاوة، إلى أن دفعتني إلى الخلف، ورقدت بين ذراعيها فوق الأرضية. •••
لم أعهد مطلقا من قبل لذة أكثر حدة من تلك التي عرفتها في ذلك اليوم الذي ظننت فيه أني فقدتها. ولم أدرك من قبل بمثل هذا الوضوح، مدى سلطانها علي، واللذة الشريرة التي تستمدها من استخدامه .
استيقاظ مود
للكاتبة الأمريكية مارج بيرسي (1966م)
Maud awake by Marge Piercy 1966
بعد الحمام، جلست في قميصي الداخلي أمام مرآة زينة أمي. بدا أن جوا احتفاليا يخيم على الغرفة الصغيرة بجدرانها الوردية القديمة. قوست عنقي، وشددت قاماتي بقدر ما أستطيع، لأبدو أطول ما يمكن أمام المرآة، مجللة بالرغبة، أميرة وكاهنة في آن واحد. طقس الوحدة الذي سيصهرنا في كائن واحد. كان بوسعي أن أتبين في صفحة وجهي، شحوب التركيز، قوة العزم والقرار. لو فقط كنت أبدو أكبر سنا. هل أقترض مساحيق أمي؟ كم من المرات تخيلت هذه الليلة، بأبطال عديدين مختلفين، في مدن محاصرة، في سجون وقصور وخيم. يفعل الحب - يا لها من عبارة متوترة. ها أنا الآن في بؤرة مشهد: أريد استعدادات أكثر دقة، مونولوجا، موسيقى تتصاعد حتى الذروة، كورسا من المشاهدين. (تجلس أمام المرآة في الدقائق الأخيرة الضئيلة من تمالك النفس والانفصال كشجرة بينما فراشة الخوف تخفق في عنقها.) «لم تنته بعد من ملابسك؟» تغلق أمي الباب، فتصطفق حمالات الثياب، وتحف أربطة عنق أبي. «لماذا تتلكئين؟ لست من أنصار ترك الرجل ينتظر.»
هل تنصرف إذا ما تجاهلتها؟ اذهبي، أرجوك.
تنظر إلى الرداء الملقى فوق الفراش، بلوزة سوداء اشتريتها في الصيف الماضي لأذهب فيها إلى العمل: «ماذا سترتدين؟»
أستجمع شجاعتي: «هذه بالطبع.»
أرتدي البلوزة، فتنزلق الأزرار الصغيرة الفاحمة السوداء، من بين أصابعي الساخنة. «أسود؟ لماذا ترغبين في مظهر كئيب؟» وتزيل بأظافرها في سخط، نسالة وهمية من الجوبة.
صفحة غير معروفة