انتظرت، مؤجلة المهمة من يوم إلى آخر، وعندما سألتني أخيرا، كأنما عرضا: «هل عرف أبوك؟» فوجئت، وتضرج وجهي، فلم تعد مضطرة لانتظار إيضاحاتي المتعثرة. بدا عليها التفكير لحظة ثم قالت: «إذا أعطيتك أسبوعا آخر، هل ستجدين الشجاعة؟»
لم تظهر عليها أمارات الغضب. ولأني كنت لا أزال أعتقد أنها ستتولى الأمر بنفسها في النهاية، أجبت مؤكدة: «كلا. لن أجد الشجاعة أبدا!»
وقبل أن تتاح لي فرصة للحركة، أو أدرك ما سيقع، صفعتني مرتين، وبعنف. وصعقت.
لم يصفعني أحد من قبل مطلقا، ولا أبي. فإذا أراد عقابي وأنا صغيرة، كان يغلق علي باب غرفتي. جمدت في مكاني، يخنقني النشيج الغاضب، وأحاول التقاط أنفاسي، وأدرك ما حدث. أما هي فقد تطلعت إلي في هدوء.
قالت: «لن أعطيك أسبوعا آخر. يومان فقط. وإذا لم تنصاعي لأوامري هذه المرة، ستنالين المزيد!»
أثار هدوءها جنوني. لم تكن تملك حتى عذر الاستسلام لنزوة غضب. فقد صفعتني بتعمد، بدافع الخسة المطلقة!
صحت في صوت مختنق: «كلا، لن أطيعك! سأذهب. ولن تريني ثانية!»
انصرفت جريا، وصفقت الباب من خلفي.
عندما بلغت المنتزه، انهرت فوق أريكة، وأنا أهتز من النشيج، وقد غمرني شعور بالظلم وسوء الحظ لدرجة لم أعهدها من قبل.
أدركت أنه لا بد من الذهاب إلى المنزل، لكني بقيت في مكاني، لا أدري كم من الوقت. وأخيرا تذكرت أن المساء قد حل، وأن جوليا تحتفظ لي بعشاء، فبدأت مسيرتي نحو المنزل في بطء، وفكرة تعاستي تستولي علي كل عشر ياردات، فتخنقني الدموع، وأستند إلى الجدار لأبكي، قبل أن أنطلق من جديد. ولحسن الحظ، لم أصادف أحدا من معارفي، فما كنت سأتمكن من السيطرة على نفسي، فأفضي بكل شيء التماسا لشيء من الراحة.
صفحة غير معروفة