149

تاجر البندقية

تصانيف

ويحك من قليل الإيمان حانث بالأيمان! آليت بالعلي العظيم ألا أدخل سريرا أنت فيه ما لم أجد خاتمي.

نريسا :

وأحلف مثل حلفتها أو أجد خاتمي.

باسانيو :

يا سيدتي الجميلة! لو كنت تعلمين لمن أعطيته، ومن أجل من أعطيته، وبعد أي تمنع أعطيته، إذ لم يرضه أي شيء سواه، لرفهت عليك، وخففت من كدرك.

برسيا :

وأنت لو علمت قيمة ذلك الخاتم، أو نصف قيمة الإنسان الذي وهبك إياه، ولو أدركت أن شرفك مرتبط بألا تتخلى عنه، لما طبت عنه نفسا. ولو تشددت بعض التشدد الواجب في الدفاع لما سمح رجلا عنده ما قل من الرقة، أو الكياسة، أو الأدب أن يصر على سلبك شيئا له عندك مثل تلك الكرامة. لقد أفهمتني نريسا ما يجدر بي أن أظنه. وأنا الآن على ثقة من أن الخاتم إنما أهدي إلى امرأة.

باسانيو :

لا يا سيدتي! أعزم على شرفي، وعلى نجاة نفسي إن الذي تلقى الخاتم ليس امرأة، بل عالم حقوق لم يرض ثلاثة آلاف دوقي عرضناها عليه، وإنما ابتغى خاتمي، فبعد أن أبيته عليه، وكاد ينصرف مغضبا، مع أنه منقذ صديقي - ماذا أقول لك أيتها الحبيبة برسيا - غلبني على أمري عظم جميله، واستحييت من ضني عليه تجاه تفضيله علي، فلم أجرؤ أن أدع على شرفي وصمة عار كوصمة هذا الجحود للإحسان، فاغفري لي ذنبي يا مليكة لبي، وأستشهد كواكب السماء، مصابيح هذه الليلة البيضاء، أنك لو كنت حاضرة لأمرتني أمرا بإعطاء الخاتم لذلك الذكي العالم.

برسيا :

صفحة غير معروفة