============================================================
(وكلم الله موسى تكليما) (النساء: 164] إشارة إلى فضله على غيره بخطاب مخصوص على رفع الحجاب لم يسمعه من ذلك المقام غيره فإذا تبين لك أن المنازلات إنما تحصل بامتثال أمور الشرع على اتم الوجوه وتجريد التوحيد والدخول في الحضرات بأوصافك لا بأوصافه والتلقي منه بما يناسب الصورة المقدسة منك فيتبغي لك إن كنت عاقلا أن تتجرد لهذا الطلب على هذا الحد.
واعلم أن صاحب الكتاب كاليهودي والنصراني إذا وفى آمر كتابه الذي أنزل عليه قبل نسخه بشرعنا وتجرد كما وصفه أهل طريقنا أدرك من هذه المنازلات والواردات ما شاء الله بخلاف من عبد عقله واتبع رأيه وإن ركب اعظم المشقات في ذلك لأتهم اتخذوا قربة ما لم يجعلها الله تعالى قربه بل شرعوا ذلك على حسب ما تعطيه حقيقة الذي يطلبون مته أعني من الوسائط الذين نصبوهم شركاء لله تعالى كالكواكب وغيرها فتوسلوا إليها بأذكار ودعوات تعطيها حقائقها حملتهم عليها العادات وما ربط الله فيها من الحكم فمنهم من عبد الملائكة لما كانت عندهم أقرب إلى الله تعالى بمنزلة الوزراء من الملوك فقاسوا فاخطاء وا وفكروا فما أصابوا ولله في خلقه مكر خفي واستدراج لطيف قال الله تعالى: زتا لهم أفللهم فهم يقمهون) [النمل :4) وقال تعالى: ومكرنا مكرا وهم لا يتمررب) (النمل: 50) وقال تعالى : (و ستنتيشهه ين حيك لا يعليرن واتل لل لل كبوى نهأ القلم: 11 5 اوقال تعالى: لأنسن زين له سوه عمله فرماء حسبا [فاطر: 8) وقال تعالى : { وثم يخسبون أنهم يحسنون شنعا) (الكمف: وأودع الله أسراره في العالم العلوي والسفلي فالعالم كله رفيع وليس بين حقائق العالم مفاضلة فيقال هذا أشرف من هذا من جهة الحقائق والذاوت فالعالم كله رفيع بلا اتضاع وذلك أن كل حقيقة في العالم مربوطة بحقيقة الإلهية هي حافظته فكله فاضل شريف رفيع بلا ضد فالشرف والاتضاع إنما هو أما العرف أو ما قرره الشارع فمن هناك نقول شريف وأشرف ال ووضيع وأوضع فمن فهم ما أشرنا إليه استراح في العالم وعرف أنه خير محض محسن لأنه صنعة حكيم لا شريك له فعل ما ينبغي كما ينبغي لما ينبغي وأما صور تلقيات الموحدين الخطابية فهو أن تنبعث اللطيفة الإنسانية مجردة عن الفكر طالية ما لا تعلم ممن لا تعلم منه إلا نسبة الوجود إليه بتقييدها به فإذا نزل هذا العقل بحضرة من الحضرات نزل إليه بحكم التدلي أو برزله او ظهر له اسم من الأسماء الحسنى بما فيه من الأسرار فيهبه بحسب تجريده وصحة قصده وعصمته في طريقه فيرجع إلى عالم كونه عالما بما القى إليه من علم ربه برهه أو من علم ربه بضرب من كونه ثم ينزل نزولا آخر هكذا أبدا (وما أدرى ما يفعل بى ولا يكر إن أنبع إلا ما بوحى إلى) [الاحقاف: 9) وهو خير البشر وأكثرهم 504 66r 41666664693 62661617660وr7467.667
صفحة ٣