الفارابي، الأتقاني.
ولي تدريس مشهد الإمام بظاهر بغداد.
وقدم دمشق مرتين:
اجتمع في الأولى بالأمير يلبغا نائب السلطنة، واختص به، وتكلم عنده في مسألة رفع اليدين، وأراد إبطاله، فدفعه الشيخ تقي الدين السبكي.
ثم قدم ثانيا في العاشر من رجب سنة سبع وأربعين وسبعمائة.
ثم حضر إلى مصر في صفر سنة إحدى وخمسين، فعظمه الأمير صيرغتمش الناصري، ودرّس بالجامع المارداني. فلما عمّر الأمير صيرغتمش مدرسته المجاورة لجامع ابن طولون، أجلسه بها مدرِّسًا.
قال ابن حبيب: كان رأسا في مذهب الحنفية، بارعًا في الفقه واللغة العربية، كثير الإعجاب بنفسه، شديد التعصب على من خالف المسطور في طِرْسِه.
قلت: يدل على ذلك قوله في آخر شرح الاخسيكثي: فلو كان الأسلاف بالحياة لقال أبو حنيفة: اجتهدت.
ولقال أبو يوسف: نار البيان أوقدت.
ولقال محمد: أحسنت.
ولقال زفر: أتقنت.
ولقال الحسن: أمعنت
1 / 139