التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
تصانيف
أبو الحواري: إنه سمع الصلت بن خميس كتب إلى فاسق من أعوان الظلمة وهو من أهل بلده: ((حياك الله وحفظك))، فقال له: أليس حياك الله ولاية؟ فقال له: ((إن للرحم والجار تقية ورأيت أحسن الأمور أوسطها وأقبحها أشطها، فاجعل التقية فيما يسعك لك جنة تتوقى بها عن نفسك أمور الفتنة، واحفظ لسانك، واعرف حال أهل زمانك؛ فقبيح عندي أن يخرج الرجل من بيته غير مجبور ولا مقهور، فيأتي الناس في مجالسهم وعند اجتماعهم، أو في حق يلزمه فيه، ملتهم في تعزية أو تهنئة، فيظهر لهم الجفاء والقول المغضب لهم، ولو لم يصل لكان أجمل به وأسلم لهم؛ والمراد بالصلت أبو المؤثر.
وروي مثل ما قاله ولم يجزم بصحته. ومن رأى وليه يأكل مال اليتيم أو غائب، أو ركب فرجا، أو نحو ذلك مما لا يجيزه [42] هو أبقاه على ولايته، وأحسن الظن به لاحتمال أنه مباح له حتى يعلمه حراما.
الربيع: إن بيننا وبين قومنا البراءة منهم عند المعصية، وعلى خلافهم الحق وركوبهم المحرمات، واستحلال دمائهم عند المباينة لهم بعد دعائهم إلى الحق، وغير ذلك مما يجري بين المسلمين، كالموارثة والمناكحة وغيرهما، فلا بأس فيه. ومن رأى راكبا صغيرا وهو عنده في الوقوف أبقاه عليه.
وسئل محبوب عن قول جابر حين سئل عما يسع جهله فقال: هو ما دانوا بتحريمه مالم يركبوه، أو يتولوا راكبه، أو يبرأوا من العلماء إذا برأوا من راكبه، أو يقفوا عنهم، وذلك لو أن من لم يعرف الخمر ولا الخنزير، ونحوهما من المحرم شرعا، وهو يحرمهما لم يضق عليه أن يعرفهما بأعيانهما مالم يأكل أو يشرب، أو يتولى راكبهما، أو يبرأوا ممن تبرأ منه، أو يقف فيه.
صفحة ٨٥