التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
تصانيف
فصل ولما أراد الله -قيل-(83) قبض روح محمد -صلى الله عليه وسلم- شكت الأرض إليه، وقالت: يا رب لا يمشي علي نبيء إلى يوم القيامة؛ فأوحى الله إليها: «إني سأجعل في هذه الأمة رجالا مثل الأنبياء، قلوبهم على قلوبهم»، وهم ثلاثة مائة رجل الأولياء، وسبعون النجباء، وأربعون الأوتاد، وعشرة النقباء، وسبعة العرفاء، وثلاثة المختارون، وواحد الغوث؛ وقد اختير من الثلاثة فجعل في مرتبته، ومن السبعة واحد فجعل في الثلاثة، ومن العشرة واحد فجعل في السبعة، ومن الأربعين واحد فجعل في العشرة، ومن السبعين واحد فجعل في الأربعين، ومن الثلاثمائة واحد فجعل في السبعين، ومن الدنيا واحد فجعل في الثلاثمائة، دائما هكذا حتى تقوم الساعة.
فمنهم من قلبه كقلب موسى، ومنهم من قلبه كقلب نوح، ومنهم من قلبه كقلب إبراهيم، وكذا في داوود وسليمان وأيوب وعيسى؛ فما من نبيء إلا وعلى طريقته رجل من هذه الأمة إلى يوم القيامة -صلوات الله عليهم وسلامه-.
أبو الدرداء: لم تفضل الأبدال بكثرة صلاة ولا صوم ولا قيام ولا خشوع، ولكن بصدق الورع، وحسن النية، وسلامة الصدور، والنصيحة للمسلمين ابتغاء مرضات الله، وبصبر ثخين ولب حليم، وتواضع في غير مذلة، اصطفاهم بعلمه قلوبهم على مثل يقين إبراهيم، لا يلعنون غير مستحق، ولا يأذونه ولا يحقرونه، ولا يحسدون أحدا بدنياهم، أطيب الناس خيرا، وألينهم عريكة، وأسخاهم نفسا، علامتهم السخاء، وسجيتهم البشاشة، ووصفهم السلامة؛ لا تختلف أحوالهم بينهم وبين ربهم، لا تذريهم العواصف، وقلوبهم تصعد في السقوف العلا ارتياحا إلى الله واشتياقا إليه، {أولائك حزب الله} الآية ( سورة المجادلة: 22) .
أبو سعيد: الأبدال -قيل- أربعون رجلا، لا تخلو الأرض منهم إلى يوم القيامة، وهم من أفضل أهل زمانهم في دينهم.
صفحة ١٥٨