كتاب التاج في اخلاق الملوك

الجاحظ ت. 255 هجري
159

كتاب التاج في اخلاق الملوك

محقق

أحمد زكي باشا

الناشر

المطبعة الأميرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

مكان النشر

القاهرة

وعدل فيهم، حتى كان أحب إليهم من جميع ملوك آل ساسان. إلا أن اللهو واللعب كان أغلب أحواله عليه. استقصاء أحوال الرعية ومن أخلاق الملك السعيد البحث عن سرائر خاصته وحامته، وإذكاء العيون عليهم خاصةً، وعلى الرعية عامة. وإنما سمي الملك راعيًا، ليفحص عن دقائق أمور الرعية وخفي نياتهم. ومتى غفل الملك عن فحص أسرار رعيته، والبحث عن أخبارها، فليس له من اسم الراعي إلا رسمه، ومن الملك إلا ذكره. فأما الملك السعيد، فمن أخلاقه البحث عن كل خفي ودفين حتى يعرفه معرفة نفسه عند نفسه، وأن لا يكون شيء أهم ولا أكبر في سياسته ونظام ملكه من الفحص عما قدمنا ذكره. ولم ير ملك قط كان أعجب في هذا الأمر من أردشير بن بابك. ويقال إنه كان يصبح فيعلم كل شيء بات عليه من كان في قصبه دار مملكته من خيرٍ أو شر، ويمسي فيعلم كل شيءٍ أصبحوا عليه. فكان متى شاء قال لأرفعهم وأوضعهم: كان

1 / 167