كتاب التاج في اخلاق الملوك

الجاحظ ت. 255 هجري
151

كتاب التاج في اخلاق الملوك

محقق

أحمد زكي باشا

الناشر

المطبعة الأميرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

مكان النشر

القاهرة

وكانت ملوك آل ساسان لا تزور أحدًا لعلةٍ من هذه العلل التي قدمنا ذكرها، فينصرف بخلعه أو طيبٍ أو تحفةٍ أو هديةٍ من جاريةٍ أو غلام. غير أنه كان إذا نزل الملك، وطأ لرجله فرسًا رائعًا بسرج مذهبٍ، وأداةٍ تامة، فقدم إليه إذا أراد الانصراف. فكان الأمر كذلك، حتى ملك بهرام بن يزدجرد. فكان ينادم الاساورة من أبناء أهل الشرف، فيخلع عليه في كل ساعةٍ خلعة مجددة، ويشتهي الزامرة والمغنية والرقاصة، فيأخذها. وكان أول من أطلق يده في ذلك، لغلبة اللهو علي، وإيثاره هواه. فأما من كان من ملوكهم، فعلى الأمر الذي ذكرنا، والحكاية التي أدينا. استقبال الملوك للناس في الأعياد ومن أخلاق الملك القعود للعامة يومًا في النيروز، ولا يحجب عنه أحد في هذين اليومين من صغير ولا كبير، ولا جاهلٍ ولا شريف. وكان الملك يأمر بالنداء قبل قعوده بأيام، ليتأهب الناس لذلك، فيهيئ الرجل القصة، ويهيئ الآخر الحجة في مظلمته، ويصالح الآخر صاحبه إذا علم أن خصمه

1 / 159