124

كتاب التاج في اخلاق الملوك

محقق

أحمد زكي باشا

الناشر

المطبعة الأميرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

مكان النشر

القاهرة

أم لملالةٍ فأرجو عاقبتها؟ قال: لا والله! ما ذاك من شيء نكرهه.
ثم عاد له أحسن حالًا.
ونحو هذا يحكى عن جرير بن الخطفي، حين دخل على عبد الملك، وقد أوفده إليه الحجاج، وقال لجرير: كن في آخر من يدخل.
فلما دخل جرير، قال محمد: يا أمير المؤمنين، هذا جرير بن الخطفي، مادحك وشاعرك.
قال جرير: فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في إنشاد مديحه؟ قال: هات بالحجاج! قال: فقلت: بل بك، يا أمير المؤمنين! قال: هات في الحجاج.
فأنشدته قولي في الحجاج:
صبرت النفس يا ابن أبي عقيلٍ ... محافظةً، فكيف ترى الثوابا؟
ولو لم ترض ربك، لم ينزل ... مع النصر الملائكة الغضابا،
إذا سعر الخليفة نار حربٍ ... رأى الحجاج أثقبها شهابا.
فقال: صدقت، هو كذلك! ثم قال للأخطل، وهو خلفي، وأنا لا أراه: قم فهات

1 / 132