تذمرت مايسي قائلة وهي تشرب قهوتها في رشفات صغيرة كنقرات دجاجات: «أوه يا جيمس، أعتقد أنه أمر مروع أن تكون هازئا بهذا الشكل.»
قالت السيدة ميريفال: «وعلى أي حال، جاك لم يعد يعمل لدى باراماونت. إنه يقوم بالدعاية لشركة فيمس بلايرز.» «سيأتي إلى الشرق في غضون أسبوعين. يقول إنه يأمل أن يكون هنا في بداية العام.» «هل تلقيت برقية أخرى يا مايسي؟»
أومأت مايسي برأسها. قالت السيدة ميريفال عبر الصحيفة مخاطبة ابنها: «أتعرف يا جيمس، لن يكتب جاك رسالة أبدا. يرسل دائما البرقيات.» قال جيمس بصوت هادر من وراء الصحيفة: «إنه يبقي منزله بالتأكيد مكتظا بالزهور.»
قالت السيدة ميريفال بابتهاج: «كل شيء عن طريق التلغراف.»
وضع جيمس صحيفته. «حسنا، آمل أن يكون رجلا جيدا كما يبدو عليه.» «أوه يا جيمس، أنت فظيع عندما يتعلق الأمر بجاك ... أعتقد أن ذلك أمر وضيع.» نهضت وعبر الستائر إلى غرفة الاستقبال.
قال متذمرا: «حسنا، إذا كان سيصير زوج أختي، أظن أنه يجب أن يكون لي رأي في اختياره.»
ذهبت السيدة ميريفال خلفها. «تعالي وأنهي فطورك يا مايسي، ما هو إلا مشاكس مروع.» «لن أسمح له بالحديث بهذه الطريقة عن جاك.» «لكني يا مايسي أظن أن جاك فتى جيد.» أحاطت ابنتها بذراعها وأرجعتها إلى الطاولة. «إنه بسيط للغاية وأنا أعرف أن لديه دوافع جيدة ... أنا متأكدة من أنه سيجعلك سعيدة للغاية.» جلست مايسي مرة أخرى بوجه عابس أسفل الأنشوطة الوردية لقبعة نومها. «هل لي بفنجان آخر من القهوة يا أمي؟» «عزيزتي، تعلمين أنه يجب ألا تشربي سوى فنجانين. قال الدكتور فرنالد إن هذا ما يصيبك بالتوتر الشديد.» «القليل فحسب من القهوة الخفيفة جدا يا أمي. فأنا أريد أن أنهي كعكة المافن هذه وكل ما في الأمر أنني لا يمكنني أن آكلها من دون شيء يساعد على بلعها، وأنت تعلمين أنك لا تريدينني أن أفقد المزيد من الوزن.» دفع جيمس كرسيه للخلف وخرج وصحيفة «نيويورك تايمز» أسفل ذراعه. قالت السيدة ميريفال: «إنها الثامنة والنصف يا جيمس. من المحتمل أن يستغرق ساعة عندما يدخل هناك بتلك الصحيفة.»
قالت مايسي منزعجة: «حسنا. أظن أنني سأعود للنوم. أظن أنه من السخيف استيقاظنا جميعا لتناول الإفطار. ثمة شيء مبتذل للغاية في الأمر يا أمي. لم يعد أحد يفعل ذلك. في منزل آل بيركنز يأتي لهم الإفطار في السرير على صينية.» «لكن جيمس يجب أن يكون في البنك في التاسعة.» «هذا ليس سببا يجعلنا نجر أنفسنا من أسرتنا. هكذا تمتلئ وجوه الناس بالتجاعيد.» «لكننا لن نرى جيمس حتى وقت العشاء، وأنا أحب الاستيقاظ مبكرا. الصباح هو أجمل أوقات اليوم.» تثاءبت مايسي يائسة.
ظهر جيمس عند مدخل الردهة وهو ينظف قبعته بفرشاة. «ماذا فعلت بالصحيفة يا جيمس؟» «أوه لقد تركتها بالداخل.» «سآخذها، لا تهتم ... عزيزي، دبوس رابطة عنقك مائل. سأضبطه ... ها هو.» وضعت السيدة ميريفال يديها على كتفيه ونظرت في وجه ابنها. كان يرتدي بذلة رمادية داكنة بها خط أخضر فاتح، ورابطة عنق محوكة باللون الأخضر الزيتوني عليها دبوس ذو قطعة ذهبية، وجورب من الصوف باللون الأخضر الزيتوني بخطوط سوداء كخطوط الساعة، وحذاء أكسفورد باللون الأحمر الداكن كانت أربطته معقودة بعناية بعقدة مزدوجة لا تنفلت أبدا. «ألن تحمل عصاك يا جيمس؟» كان يضع وشاحا باللون الأخضر الزيتوني حول عنقه وبدا نحيفا أسفل معطفه الشتوي البني الداكن. «ألاحظ أن الرجال الأصغر سنا في الشارع لا يحملونها، يا أمي ... قد يظن الناس أنه بعض الشيء ... لا أعرف ...» «لكن السيد بيركنز يحمل عصا برأس ببغاء ذهبي.» «أجل، ولكنه أحد نواب الرئيس، يمكنه أن يفعل ما يحلو له ... لكن علي أن أركض.» قبل جيمس ميريفال والدته وأخته على عجل. وارتدى قفازه أثناء النزول في المصعد. ثم غمر رأسه في الريح الجليدي ومشى مسرعا نحو الشرق بطول شارع 72. عند مدخل مترو الأنفاق، اشترى صحيفة «تريبيون» ونزل على الدرج مسرعا إلى الرصيف المزدحم ذي الرائحة الكريهة. ••• «شيكاغو! شيكاغو!» انطلق هذا الهتاف من الفونوغراف المغلق. كان توني هانتر، الذي بدا نحيفا في بذلته السوداء ذات السترة القصيرة، مع فتاة واصلت وضع كتلة شعرها المجعد الأشقر الضارب إلى الرمادي على كتفه. كانا وحدهما في غرفة الجلوس بالفندق.
هدلت وهي تعانقه مقتربة: «يا إلهي، إنك راقص رائع.» «أتظنين ذلك يا نيفادا؟» «امم هممم ... يا إلهي، هل لاحظت شيئا في؟» «ماذا يا نيفادا؟» «ألم تلاحظ شيئا في عيني؟» «إنهما أجمل عينين صغيرتين في العالم.» «نعم ولكن هناك شيئا فيهما.» «تقصدين أن إحداهما خضراء والأخرى بنية.» «أوه، لقد لاحظت الشيء الصغير الدقيق.» أمالت بفمها لأعلى تجاهه. فقبله. انتهت الأغنية. فأسرع كل منهما لإيقاف الفونوغراف. قالت نيفادا جونز وهي تلقي بتجعيدات شعرها بعيدا عن عينيها: «لم تكن هذه قبلة حقيقية يا توني.» وضعا أسطوانة عرض «المراوغة» (شافيل ألونج).
صفحة غير معروفة