ثم يرفع رأسه من ركوعه، ويقول: سمع الله لمن حمده. إن كان إماما أو منفردا، وإن كان مؤتما، قال: ربنا لك الحمد. عند قول الإمام: سمع الله لمن حمده، يبتدئ بذلك عند رفعه رأسه، ويتممه عند اعتداله قائما، على موجب المذهب، وقد ذكره أبو العباس.
فإذا اعتدل قائما، خر لله ساجدا، وقال: الله أكبر، ويبدأ بوضع يديه قبل ركبتيه على الأرض، ثم يسجد، فيمكن جبهته من الأرض، ويضع أنفه مع جبهته، ويخوي في سجوده، ويمد ظهره، ويسوي آرابه، ويضم أصابعه، ويجعل كفيه حذاء خديه، وينصب قدميه ويفرج آباطه، ويبين عضديه ومرفقيه عن جنبيه، وإن كانت امرأة تضممت، ثم يقول في سجوده: سبحان الله الأعلى وبحمده، ثلاثا.
ثم يقعد، فيفترش قدمه الأيسر وينصب قدمه الأيمن، وذكر القاسم عليه السلام في (الفرائض والسنن) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( كان يرفع رأسه من سجوده وهو يكبر مع رفعه ، ثم يستوي قاعدا، ثم يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها، فإذا اطمأن على قدمه اليسرى قاعدا، كبر وسجد السجدة الثانية، يبتدئ بالتكبير قاعدا ويتممه ساجدا )) (1)، هكذا روى القاسم عليه السلام في (الفرائض والسنن) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويسبح فيها بما سبح في الأولى، ثم ينهض بتكبيرة، ويعتمد على يديه عند النهوض، حتى يستوي قائما، ثم يفعل كذلك في باقي صلاته.
والمستحب أن يسبح في الركعتين الأخيرتين من الظهر والعصر والعشاء الآخرة والركعة الثالثة من المغرب، بدلا من القراءة فيقول: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر. ثلاثا، فإن قرأ فاتحة الكتاب أجزأه، والتسبيح أفضل.
صفحة ٨٧