233

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

محقق

مصطفى باحو

الناشر

دار الإمام مالك

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

تصانيف

الفقه
فصل
(لماذا لم يعط النبي الشفاعة في هذا الصنف) (١)
قد تبين بما ذكرناه أن التأويلين الذين سقناهما في قوله ﵇: «إيذن لي فيمن قال لا إله إلا الله» - إذ ذكرنا الاحتمال في حمله على أمته خاصة، أو على سائر الأمم عامة- سائغان في الحديث حسبما قررناه.
وأما الحميدي فما جعل ذلك القول منه ﵇ محمولا إلا على هذه الأمة، وعلى ذلك بنى كلامه في كتابه عند تقسيم أهل الموازنة وذكر طبقات أهلها.
ونحن لا ننازعه في ذلك، بل نبقي تقسيمه على ما هو عليه ونتكلم فيه بحسب ما فهم الحميدي من كون ذلك إنما ورد في حق هذه الأمة.
وقد بقي علينا في الحديث سؤال سواء كان المقصود به هذه الأمة أو غيرها من الأمم، وهو أن نقول: كيف يقال لنبينا ﵇ في المرة الآخرة: سل تعطه واشفع تشفع؟، فيطلق له ﷺ السؤال ويخبر بأنه يعطى ما (ق.٤٦.أ) يسأل فيه، ثم إنه لما سأل ما سأل لم يسعف فيه ولم يجب إليه، وقيل له: «ليس

(١) هذا العنوان زيادة مني.

1 / 233