160

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

محقق

مصطفى باحو

الناشر

دار الإمام مالك

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

تصانيف

الفقه
فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في دار الدنيا» (١).
ألا ترى أن قوله: «حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة»، فإنه يدل على أن الجنة لا يدخلها أحد من المؤمنين (٢) المذنبين إلا بعد التنقية والتهذيب بالقصاص، وإذا كان الأمر كذلك تبين ما قلناه من أن دخول من يدخل منهم النار ليس بإهانة مجردة. ولذلك يكرمهم الله تعالى بأن لا يحترق فيها (٣) بعض أجسادهم (٤).
فقد روى أبو هريرة عن النبي ﵇ في حديث الشفاعة قال (٥): «فيعرفونهم في النار بأثر السجود» (٦)، يعني الملائكة، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود.

(١) رواه البخاري (٢٣٠٨ - ٦١٧٠) وأحمد (٣/ ١٣ - ٥٧ - ٦٣ - ٧٤) وابن حبان (٧٤٣٤) والحاكم (٣٣٤٩ - ٨٧٠٦) والطبراني في الأوسط (٢٧٤٩) وأبو يعلى (١١٨٦) عن أبي سعيد.
(٢) من (ب).
(٣) في (أ): يخترق، وأحيل على الهامش هنا ولا يظهر في الأصل شيء، والمثبت من (ب).
(٤) في (ب): أجسامهم.
(٥) ليست في (ب).
(٦) رواه البخاري (٧٧٣ - ٦٢٠٤ - ٧٠٠٠) ومسلم (١٨٢) وأحمد (٢/ ٢٧٥ - ٢٩٣ - ٥٣٣) وابن حبان (١٦/ ٧٤٢٩) وغيرهم عن أبي هريرة.

1 / 160