119

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

محقق

مصطفى باحو

الناشر

دار الإمام مالك

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

تصانيف

الفقه
والدليل على ذلك قول الله تعالى (١): ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [الإنفطار: ١٣ - ١٤]. فلا محالة أن المقربين داخلون في جملة الأبرار في هذه الآية، إذ المقصود بها الحصر فيمن هو في النعيم وفيمن هو في الجحيم. فإذا قصد إلى التفسير قيل في صنف المؤمنين إنهم أبرار ومقربون. يدل على ذلك أن الله تعالى قال: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾ [المطففين: ٧]، (ق.٢٠.ب) وهؤلاء هم الكفار بدليل قوله: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ [المطففين:. ١ - ١١]. ثم قال بعد: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين:١٨ - ٢١]. فرفع مقام المقربين على مقام الأبرار. ويدل على علو مقام المقربين أنه وصف شراب الأبرار بأنه يمزج من العين التي يشرب منها (٢) المقربون من غير مزاج، فقال: ﴿وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين: ٢٧و٢٨].

(١) في (ب): قوله تعالى. (٢) في (ب): بها.

1 / 119