19
[aphorism]
قال أبقراط: الحار مقيح وذلك بأن تنضج مادة الأورام فتستحيل قيحا سواء كان استعماله من داخل أو من خارج قال القرشي وأما قوله لكنه ليس في كل قرحة فمعناه أن الحار ليس يولد القيح في كل قرحة فإن مادة الورم قد يكون مقبه أو متحركة إلى موضع الورم فلا يجوز الحار حينئذ وذلك من أعظم العلامات دالة على الثقة والأمن ومن الورم وذلك لأنه يدل على استيلاء القوة ومطاوعة المادة والحار يلين الجلد ويرققه لإزالة (؟) نكائفه ويسكن الوجع لإرخائه وتليينه العضو حينئذ PageVW0P094A يقل انفعال العضو عن تأثير تمديد المادة ويكسر عادية النافض والتشنج والتمدد أما الأول فلتحليل مادته من المسام بواسطة تخلخله للجلد وأما الثاني والثالث فلتسخينه للعصب ولتحليله ويحل الثقل العارض في الرأس عن أبخرة غليظة رطبة لتحليله له وهو من أوفق الأشياء لكسر العظام وذلك لأن مزاجها بارد والكسر يضعفها وبها (؟) للتضرر والحار يدفع ذلك عنها خاصة المعري (؟) وذلك لأن نفوذها بالهواء البارد مثلا أكثر من العظام وخاصة لعظام الرأس لزيادة بردها بمجاورة الدماغ وهو من أوفق الأشياء لكلما أما به (؟) البرد أي أضعف حسه وصيره في طريق الموت أقرحه وذلك كالشقوق العارضة في الأطراف في أيام الشتاء وهو من أوفق الأشياء للقروح التي تسعى وتآكل أعنى النملة (؟) وذلك لتحليله لمادتها وللمعدة ولقروح الرحم والمثانة وذلك لبرد هذه الأعضاء كما تقدم من العليل والبارد ضار لهم قاتل لما تقدم أيضا.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
20
[aphorism]
قال أبقراط: فأما البارد فإنما ينبغي أن تستعمله في هذه المواضع وهي التي بينها بقوله أعني المواضع PageVW0P094B التي يجري منها الدم كالأنف وأفواه العروق أو هو مزمع بأن يجري منها كحال هذه الأعضاء إذا كانت شديدة الاستعداد لجريان الدم ونفعه بتكثيفه العضو وتغليظه الدم وليس ينبغي أن يستعمل في نفس المواضع التي تجري منها الدم. أما إذا كان هناك قرحة فظاهر. وأما إذا لم يكن هناك قرحة فلأن البارد حينئذ لا يحبس (؟) الدم عن هذا الموضع بل تجمد في لكن ينبغي أن يستعمل حوله ومن حيث يجري الدم إليه وفي ما كان من الأورام الحارة وذلك لابتداء الردع المادة حينئذ ويستعمل أيضا في التلكع وهو الورم الذي يعلوه.
[commentary]
تنبيه: حرق النار ولا يجوز لك إلا بشرطين أشار إلى الأول بقوله الصافية والثاني أن يكون في الابتداء لأنه إن استعمل فيما قد عفق (؟) في الدم سودة وذلك لأن الدم يكون قد استعد للتجميد فإذا أورد عليه البارد سوده بالتجميد وينبغي أن يستعمل أيضا في الورم الذي يدعي الحمرة بالحاء. وأما الجمرة بالجيم فإنها داخلة تحت الورم المسمى بالتلكيع ونفعه له إذا لم يكن معه قرحة لأن ما كانت معه قرحة فهو يضره لأن البارد لذاع PageVW0P095A للتروح للقروح كما تقدم ولا بد أيضا أن يكون في الابتداء أو ذلك لأن المقصود منه الردع.
صفحة غير معروفة