22
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء فشفاه يكون بالاستفراغ أي خلاء البدن من المدة الفاسدة سواء كان بالإسهال أو بالفصد أو بالإسهال أو بالإدرار أو غير ذلك وما كان منها أي من الأمراض يحدث من الاستفراغ فشفاه يكون بالامتلاء قال ابن أبي صادق أن جالينوس يرى أن مراد أبقراط بقوله بالامتلاء والاستفراغ ما لم يحدثا مرضا بقرينة استعمال الإمام لفظة المضادة عند قوله وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة فإن هذا هو العلاج البسيط المستعمل في إزالة السبب. ويكون تقدير الكلام ما كان من الأمراض التي من شأنها أن يستفرغ البدن في الأول وفي الثاني وهذا التدبير يسمى التقدم بالحق وأما إذا حدث عن الامتلاء والاستفراغ PageVW0P037A المرض فالعلاج يكون حينئذ مركبا من هذا العلاج ومن تدبير المرض لمن جوز أن يراد بذلك الأمراض أنفسها وحينئذ تكون المعالجة بالضد في الحقيقة مركبة. واعلم أن للأطباء * قاعدتين (42) في العلاج الأولى أشار إليها بقوله وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة. والقاعدة الثانية هي حفظ الصحة بالمثل وقد أورد على كل منهما شكوك ومن جملتها أن علاج الأمراض إذا كان بالضد يجب أن تبرأ الأمراض كلها في ساعة واحدة وجوابه بأن الأمراض بالطبع تستحق أن تبقى زمانا يأتي بحارينها فيها وإليه يشير الفصل الذي يذكر الآن.
23
[aphorism]
قال أبقراط: إن البحران يأتي في الأمراض الحادة بقول مطلق في أربعة عشر يوما وإنما كانت الأمراض الحادة مضبوطة البحارين لأن الأمراض المزمنة قد تطول حتى يفنى العمر قال ابن أبي صادق مراده بالمرض الحاد ما يكون متصلا، ونقصه ابن القف بالغب الخالصة فإنها تنقضي في المدة المذكورة مع حسن التدبير ومع ذلك فليست متصلة ثم ذكر كلاما حاصله أن الحق أن يراد بالمرض ما ذكر أولا. فائدة: إنما نص PageVW0P037B على هذه الأمراض لأنها أقوى البحارين وأشرفها وأسلمها. هذا و ما يذكر الآن يشتمل على بيان أيام البحران.
24
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن نقدم أمام الكلام على هذا مقدمتين. الأولى: في تحقيق القول في الأرابيع والأسابيع المنسوبة إلى تأثير نور القمر بحسب المنازل التي ستذكر وذلك بحسب جري العادة من الله تعالى. فنقول: اعلم أن مدة دور العمر من الاجتماع الأول إلى الاجتماع الثاني تسعة وعشرون يوما وخمس يوم وسدس يوم والسدس والخمس ثلث يوم تقريبا فينقص من هذه المدة مدة الاجتماع وهي التي يكون القمر فيها * خاليا (43) من النور وهي يومان ونصف وثلث. فتبقى مدة الدورة وهي الباقي بعد الإسقاط ستة وعشرون يوما ونصف فيقع البحران في السابع * والعشرين (44) ونصف هذه الدورة ثلاثة عشر يوما وربع، فيقع البحران في الرابع عشر ونصف، نصفها ستة أيام ونصف وثمن، فيقع في السابع ونصف ذلك ثلاثة أيام ونصف وربع ونصف ثمن، فيقع في الرابع وهو أيضا يوم إنذار والدليل على أن لنور القمر * تأثيرا (45) في الرطوبات زيادة البحار والأعين PageVW0P038A وزيادة أدمغة الحيوانات وأخلاط البدن وسرعة إدراك الثمار وزهوها حتى أن المباشرين لها يسمعون لذلك صوتا قويا عند زيادته ونقصانا عند نقصانه. المقدمة الثانية: الأرابيع والأسابيع على نوعين: متصلة ومنفصلة أما الأرابيع فاعلم أن الأول والثاني منها متصلان وذلك لأن الرابع ثلاثة أيام وربع يوم وثمن يوم وهو أقل من نصف يوم فجعل مشتركا بين الأول والثاني للقاعدة. وهي أن الحساب إذا استغرق أكثر من يوم فضلوا بأن تهمل بقيته لعدم تأثير الطبيعة في مادة المرض فيها لقصرها * وابتدأوا (46) من اليوم الذي بعده. وإن لم يستغرق أكثر من يوم وصلوا. والثاني والثالث منفصلان وذلك لأن الرابوعين ستة أيام ونصف يوم وربع يوم وهو أكثر من نصف يوم فترك وابتدأ بالأسبوع الثاني من اليوم الثامن على ما ذكره الإمام أبقراط هنا والثاني والثالث منفصلان وذلك لأن الأسبوعين ثلاثة عشر يوما ونصف وربع فجعل مشتركا وعلى هذا فقس. فائدة: المرض له ابتداء عند الطبيعة فغير مشعور به وأما الكائن عند المريض PageVW0P038B فهو من وقت أن يطرح نفسه على الفراش وفيه نظر. فإن كثيرا من المرضى يتحملون ألم المرض ولا ينامون وأما الكائن عند الطبيب فهو من حين ظهور العقل وهذا هو الحق. إذا تقرر هذا فيقال اليوم الرابع منذر بالسابع لأن يوم الرابع نصف السابع قال القرشي لكنه يتقدم عن ذلك أو يتأخر خصوصا في مثل الغب لأن البحران والإنذار لا يتفقان في الأكثر إلا في يوم النوبة فيقدم إلى الثالث أو يتأخر إلى الخامس هذا والبحارين الشهرية منسوبة إلى حركة الشمس والسنوية إلى حركة زحل بحسب جري العادة من الله تعالى. فائدة: يوم الإنذار هو الذي تتبين فيه آثار ما دالة على مناهضة الطبيعة للمرض أو عدمه لا للفصل بل للنهي. وأيام الإنذارات قد تكون أيام بحرانات أيضا وأول الأسبوع الثاني من الأسابيع اليوم الثامن لأن هذين الأسبوعين منفصلين كما تقدم والمنذر باليوم الرابع عشر الحادي عشر لأنه الرابع من الأسبوع الثاني واليوم السابع عشر أيضا يوم إنذار العشرين أو الحادي والعشرين على الخلاف لأنه PageVW0P039A الرابع من اليوم الرابع عشر فيكون نصف الأسبوع الثالث وقوله واليوم السابع من الحادي عشر تأكيد بأنه يوم إنذار لأنه إذا كان يوما ما يوم بحران فدلالته على الإنذار أولى. تنبيه: اخصاص حركة الطبيعة للإنذار والبحران في هذه الأيام المذكورة بحلول القمر فيها بحسب دورته وذلك لأن المرض إذا حصل والقمر في نقطة ما من فلكه حسب ابتداء المرض من تلك النقطة فإذا أصار إلى مقابل تلك النقطة وهو الرابع عشر من مرضه بعد إسقاط مدة الاجتماع صارت تلك الحالة إلى ضد ما كانت عليه فإن وافق هذه الحركة قوة القوة وطوع المادة للاندفاع والتدابير الطيبة الجارية على النظام الطبيعي بحرن المرض ببحران جيد وإن كان بالعكس بحرن ببحران ناقص أو رديء. ويطرد هذا في جميع الأمراض التي تحدث في أول الشهر أو في وسطه أو في أخره إلا أن ابتداء المرض متى حصل مع استهلال القمر إلى نهاية زيادة نوره كانت قوته قوية جدا وإن حدث من نهاية زيادته إلى انمحاق نوره كانت بعكس ذلك وقيل أن الاختصاص لغير ما ذكر ولما بين أن PageVW0P039B من الأمراض ما تستحق بطبعها أن تبقى مدة معينة فالفصل الذي يذكر الآن يشتمل على بيان أنها تختلف في هذه المدة بحسب ما يعرض.
25
صفحة غير معروفة