وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
_________
عدد العالمين غير١ الله ﷾، " قال ﷿ ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ ٢؟٣.
﴿وأشهد﴾ أي: أعلم وأبين٤ ﴿أن لا إله إلا الله﴾ أي: لا معبود بحق في الوجود إلا الله٥ أثبت العبادة كلها لله ﴿وحده﴾ هو مصدر في موضع
_________
(١) هكذا في «الأصل»، وفي بقية النسخ: (إلا الله) .
(٢) سورة المدثر،، الآية: ٣١.
(٣) «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠) .
(٤) ولا بد من استيفاء بقية شروطها الأخرى التي جمعها الشيخ حافظ في «سلم الوصول» بقوله:
وبشروط سبعة قد قيدت ... وفي نصوص الوحي حقًّا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها ... بالنطق إلاحيث يستكملها
والعلم واليقين والقبول ... والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة ... وفقك الله لما أحبه
(٥) قول: «لا إله إلا الله» قدر فيه الأكثرون خبر «لا» محذوفا، فقدره بعضهم بـ «الوجود»، وتقديره: «لا إله موجود إلا الله»، وقدره بعضهم بـ «لنا»، وتقديره: «لا إله لنا إلا الله»، وقدره بعضهم: «بحق»، وتقديره: «لا إله بحق إلا الله» . انظر: «معنى لا إله إلا الله» للزركشي: (ص ٨٠) . والتقدير الأخير هو الموافق لمعنى كلمة التوحيد، ومنهج الأنبياء +﵈ في الدعوة إلى هذه الكلمة. وقد ذكر الشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- بأن بيان عظمة هذه الكلمة، وأنها المبطلة لآلهة المشركين وعبادتهم من دون الله، لا يكون إلا بتقدير الخبر كلمة «حق» ; لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة، وتبين أن الإله الحق والمعبود بالحق هو الله وحده. وقد استدل لذلك بقوله تعالى ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ بأن الله هو الحق وأن ما ادعاه الناس من دونه هو الباطل فشمل ذلك جميع الآلهة المعبودة من دون الله وأن المشركين أنكروا هذه الكلمة وامتنعوا من الإقرار بها لعلمهم أنها تبطل آلهتهم ولهذا قالوا - جوابا للنبي ﷺ لما قال لهم: - «قولوا لاإله إلا الله» ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾، وقالوا: ﴿أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾ .
انظر هذا التعليق في: «شرح العقيدة الطحاوية»: (ص ١٠٩- ١١٠) حاشية.
1 / 14