الهجرة، هذا قول جمهور المؤرخين١
الثاني: أن وفاته كانت ضحى يوم الأربعاء، الموافق للخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وألف من الهجرة.
وقد نقل هذا القول العلامة محمد بن عبد الله بن حميد، المتوفي سنة (١٢٩٥هـ) في كتابه السحب الوابلة٢، حيث قال:
رأيت في ظهر الغاية – أي غاية المنتهى- بخط شيخ مشايخنا العمدة الضابط الشيخ محمد بن سلوم، نقلًا أن وفاته ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقيت من ذي القعدة سنة (٣٢)، وكان له مشهد عظيم، وجلالة تليق به، انتهى.
إلا أن الذي يترجح لي – والله أعلم- أن القول الأول في تاريخ وفاته هو الأرجح، فهو الذي أثبته جميع المترجمين له، ودونوه في كتبهم، وأجمعوا عليه، دون القول الثاني.
ولقد كانت لمنزلته المرموقة التي وصل إليها، واطلاعه الواسع، وتضلعه في العلوم، أثرٌ كبير في ثناء العلماء عليه، ورفعهم من قدره وشأنه، فأثنوا عليه خيرًا، وسطروا في كتبهم مكانته التي وصل إليها، وخدمته العلمية الجليلة التي قدمها للعلم وأهله، لم ينقصوا منها شيئًا.
فقال عنه المؤرخ محمد أمين المحبي (ت١١١١هـ):
أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إمامًا محدثًا فقيهًا، ذا اطلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة٣.
وقال عنه أيضًا: كان منهمكًا على العلوم انهماكًا كليًا، فقطع زمانه
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٦١، النعت الأكمل ١٩٥، عنوان المجد ١/٣٨، هدية العارفين ٢/٤٢٦، المدخل ٤٤٢، مختصر الطبقات ١٠١، الأعلام ٧/٢٠٣.
٢ السحب الوابلة ٤٦٧.
٣ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨.
1 / 19