تحقيق القول في مسألة: عيسى كلمة الله والقرآن كلام الله

ابن تيمية ت. 728 هجري
27

تحقيق القول في مسألة: عيسى كلمة الله والقرآن كلام الله

محقق

قسم التحقيق بدار النشر

الناشر

دار الصحابة للتراث

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٢هـ / ١٩٩٢م

مكان النشر

طنطا (مصر)

تصانيف

من غيره، فيكون كلامًا لذلك الغير وإليه يعود أي يرفع من الصدور والمصاحف في آخر الزمان. فالأصل المعقول في هذا الباب أن يفرق فيما أضيف إلى الله أو قيل: إنه منه وبين ما كان عينًا من الأعيان الموجودة في العالم التي تمتنع أن تكون صفة لغيره وبين ما قام بتلك الأعيان وبين ما هو صفة لا يقوم إلا بموصوف ولو قامت بغير الله لكانت صفة لذلك الغير لا لله تعالى فإن هذا الباب ضل فيه النصارى واليهود؛ فالنصارى شبهوا المخلوق بالخالق وجعلوا ما هو صفة لله صفة للمخلوق حتى جعلوا المخلوق إلهًا وربًّا، واليهود شبهوا الخالق بالمخلوق فجعلوا ما كان من خصائص المخلوق كاللغوب والفقر والبخل صفة لله والله سبحانه نزه نفسه عن هذا وهذا فقال للنصارى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا

1 / 49