152

154...

فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس (1)، من قتلني؟ فجال ساعة ثم جاءه فقال: غلام المغيرة بن شعبة، قيل: واسمه، فيروز، ويكنى أبا لؤلؤة، قال: الصنع (2)، قال: نعم، قال: قاتله الله! لقد أمرت به معروفا وقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يد رجل يدعي الاسلام، واحتمل إلى بيته فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل ذلك، فقائل يقول: لا بأس، وقائل يقول: أخاف عليه، فأتي بنبيذ فشربه، ثم بلبن فشربه، فخرج من جوفه، فعرف أنه ميت، فدخنا عليه وجاء الناس يثنون عليه وجاء شاب فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمك في الاسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت ثم الشهادة، فقال: وددت أن ذلك كفافا لا علي ولا لي، فلما أدبر اذا ازاره يمس الأرض فقال: ردوا علي الغلام فقال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك فانه أنقى وأبقى لثوبك، وأتقى لربك، يا عبد الله بن عمر، أنظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا ونحوه، وعند ابن زبالة: ثمانية وعشرين ألفا، قال: ان وفى له مال آل عمر فأدوه من أموالهم، والا فسل في بني عدي بن كعب، فان لم...

صفحة ١٥٤