تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة

صلاح الدين العلائي ت. 761 هجري
59

تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة

محقق

عبد الرحيم محمد أحمد القشقري

الناشر

دار العاصمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هجري

مكان النشر

الرياض

والظاهر أن المراد بها من تأخر إسلامه وصحبته منهم، كما في الآية المتقدمة، بدليل قوله: ﴿جَاءُوا﴾ بلفظ الماضي، فهو أولى من حمله على التابعين، لما فيه من التجوز بلفظ الماضي عن الاستقبال. وقال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ الآية، وهي خاصة بأهل بيعة الرضوان منهم. بخلاف الآيات المتقدمة فإنها تعم جميع الصحابة ﵃. ولكنها –أعني هذه الآية- مفيدة التمسك بها في حق من لابس الفتن من أهل الحديبية. فقد تقدم فيهم الخلاف مطلقًا. والله ﷾ أخبر أنه قد رضي عمن بايع تحت الشجرة فيستصحب هذا الحكم فيهم إلى أن يتبين خلافه عن الله تعالى، كما تقدم قريبًا. واحتج جماعة من المصنفين بقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ .. الآية١. وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: " الوسط. العدل" ٢. وبقوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ٣ الآية.

١ سورة البقرة الآية ١٤٣. ٢ حديث صحيح. رواه البخاري في صحيحه. انظر فتح الباري ٨/١٧١، ١٣/٣١٦، تفسير ابن كثير ١/١٩٠ للنظر في طرقه المتعددة. ٣ سورة آل عمران الآية ١١٠.

1 / 65