تحقيق الآمال فيما ينفع الميت من الأعمال

Muhammad Ibn Calawi Maliki ت. 1425 هجري
76

تحقيق الآمال فيما ينفع الميت من الأعمال

تصانيف

الردود

فالمؤمنون المتقون يبشرون برحمة الله عند خروجهم من الدنيا، فتكاد أرواحهم أن تطير من أجسادهم شوقا إلى ربهم وحب لقائه، حين تسلم عليهم الملائكة، وتبشرهم بدخول الجنة، وأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قال الله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}[النحل:32]، وقال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}[فصلت:30]، إلى قوله تعالى: {نزلا من غفور رحيم}[فصلت:32].

وينبغي للمريض أن يحترز من النجاسات أن تصيبه في بدنه وفي ثيابه فتمنعه من الصلاة، وليحذر كل الحذر من ترك الصلاة، وليصل على حسب حاله، قاعدا أو مضطجعا، أو كيف أمكنه، ولا يختم عمله بالإضاعة لعماد الدين الذي هو الصلاة.

وينبغي لمن حضره من أهله وأصحابه أن يحثوه على ذلك، ويعاونوه، ويذكروه به.

وليعلم أن فرض الصلاة لا يسقط عنه ما دام عقله معه، وليكثر من قول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، وليكثر من قراءة سورة الإخلاص.

ثم إن المريض إذا غلب عليه المرض، وظهرت عليه أمارات قرب الموت كان الذي ينبغي لحاضريه من أهله وأقاربه أن ينظروا، فإن رأوا عليه شيئا من مخايل الجزع وشدة الخوف فليذكروا له محاسن عمله، وسعة رحمة ربه، وعظيم عفوه عن المذنبين، وتجاوزه عن المقصرين، فقد كان السلف يستحسنون مثل ذلك مع المحتضرين من حاضريه، وربما التمس المحتضر منهم مثل ذلك من حاضريه.

ومن المتأكد المأمور به أن يلقنوه (لا إله إلا الله)، فإذا قالها فلا ينبغي أن يعاد عليه، إلا إن تكلم بكلام آخر.

صفحة ٧٦