الخاتمة
قصر الأمل وذكر الموت
اعلم أن قصر الأمل، والإكثار من ذكر الموت، أمر مرغب فيه، مندوب إليه، وأن طول الأمل ونسيان الموت أمر مكروه قد ورد التحذير عنه. قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ، ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}[المنافقون:9-11].
وقال تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}[الحديد:16].
وقال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}الآية[الجمعة:8].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أكثروا من ذكر هاذم اللذات)) الحديث.
وسئل عليه الصلاة والسلام عن الأكياس من الناس من هم؟ فقال: ((أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)).
صفحة ٦٩