تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
الناشر
مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
الوصية بالقرآن:
لا عجب إذًا -أخي القارئ- أن تكون الوصية التي أوصى بها رسول الله ﷺ أمته من بعده هي القرآن.
ففي صحيح البخاري عن طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوفي: أأوصي النبي ﷺ؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية؟، أُمروا بها ولم يُوص؟ قال: أوصى بكتاب الله» (١).
وعندما أخبر ﷺ حذيفة بن اليمان بالاختلاف والفرقة التي ستحدث بعده، فقال له حذيفة: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركت ذلك؟! قال: «تعلَّم كتاب الله ﷿ واعمل به فهو المخرج من ذلك».
قال حذيفة: فأعدت عليه ثلاثا. فقال ﷺ: «تعلم كتاب الله واعمل به فهو النجاة» (٢).
وقال يوما لأصحابه: «ستكون فتن» فسألوه: وما المخرج منها؟ قال: «كتاب الله ..» (٣).
فالقرآن كان خُلُقه ﷺ، ووصيته، وميراثه .. مر أعرابي بعبد الله بن مسعود وعنده قوم يتعلمون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد ﷺ (٤).
* * *
_________
(١) صحيح البخاري.
(٢) أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) رواه الترمذي (٢٩٠٦)، والدارمي (٣٣٣٢)، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة.
(٤) فضائل القرآن لأبي عبيد ص ٥١.
1 / 41