80

- قال: فما أنكرت ممن يقول لا نسمي بفعل العدل عادلا، فانقطع.

ويقال: أليس في أفعال العباد الخضوع والتذلل والعبادة؟ فلا بد من: بلى، فيقال: كيف يجوز عليه تعالى الخضوع والتذلل؟!.

ويقال: أليس قال تعالى: ?ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم?[الأنعام:108]، فنهى عن سب الأوثان؛ لأنهم لو سبوا الأوثان لسب أولئك الكفار الله تعالى، فمن خلق سب الأوثان في المؤمن؟.

فإن قالوا: الله تعالى.

فيقال: فمن خلق سب الله في الكافرين؟.

فإن قالوا: الله.

فيقال: فكان ينبغي أن لا ينهى عن سب الأوثان، ولكن إذا سبوا الأوثان لم يخلق سب نفسه فلا يسبون، فما معنى هذا النهي والتعليل بهذا.

ويقال لهم: أليس الله تعالى أمر العباد بأفعال ونهى عن أفعال؟ فلا بد من: بلى، فيقال: كيف يصح أن يأمر بما هو خلقه وينهى عن خلقه؟ أليس لو خلق ما أمر به وجد ولو لم يخلق لم يوجد؟ فلا بد من: بلى، ولو لم يخلق ما نهى عنه لم يكن ولو خلقه كان، فأي معنى للأمر والنهي.

ويقال لهم: أليس الله تعالى مدحهم على أفعال وذمهم على أفعال؟ فلا بد من: بلى، فيقال: إذا كان جميع ذلك خلقه وجب أن يكون المدح والذم منهما متوجها إليه، وكأنه يمدح على ما ليس بفعله، ويذم على ما ليس من فعله.

ويقال: أليس الله تعالى خلق الكافر وأمره بترك الكفر وفعل الإيمان؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فكأنه أمره أن لا يكون ما خلقه وأراده هو، وأن يكون ما لا يخلقه ولا يريده هو، فكأنه قال: خلقت شيئا وأردته فلم كان ولم أخلق شيئا ولم أرده فلم لم يكن؟.

صفحة ١٠٤