تحكيم العقول في تصحيح الأصول
تصانيف
فإن قال: أليس قال تعالى: ?إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء?[النساء:48].
قلنا: علق الغفران بالمشية فيكون مجملا ثم بينه في موضع آخر فقال: ?إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم?[النساء:31].
فإن قيل: روي عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: ((يخرج قوم من النار بعدما امتحشوا وصاروا فحما وحمما)).
قلنا: هذا خبر واحد لا يحتج به في الأصول؛ لأنه لا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله - قاله أم لا، وبعد فقد روي ما يدل على خلاف هذا فقال - صلى الله عليه وآله -: ((من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا)).
وقال - عليه السلام -: ((لا يدخل الجنة قتات)) وهو الساعي بالناس إلى السلطان الجائر.
وقال: ((لا يدخل الجنة عاق والديه ولا مدمن خمر ولا منان)).
وبعد فقوله يخرج من النار يحتمل أنهم يخرجون من النار بعدما استحقوها إذا تابوا كقوله: ?إنما يأكلون في بطونهم نارا?[النساء:10]، وكقوله: ?وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها?[آل عمران:103].
صفحة ١٨٥