285

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

محقق

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

الناشر

مكتبة المنار

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الأردن الزرقاء

جماله فَقَالَ يَا تَمِيم إِن كَانَ عذر فأت بِهِ فَقَالَ أما إِذا أذن أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الْكَلَام فَأَنِّي أَقُول الْحَمد لله الَّذِي أحسن كل شَيْء خلقه وَبَدَأَ خلق الْإِنْسَان من طين يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ جبر الله بك صدع الْإِسْلَام وَلم بك شعث الْأمة وأخمد بك شهَاب الْبَاطِل وأنار بك سَبِيل الْحق إِن الذُّنُوب تحرس الْأَلْسِنَة وتصدع الأفئدة وأيم الله لقد الجريرة وانقطعت الْحجَّة وساء الظَّن وَلم يبْق إِلَّا عفوك أَو انتقامك وَأَنت إِلَى الْعَفو أقرب وَهُوَ بك أشبه وأليق ثمَّ أنْشد
(أرى الْمَوْت بَين السَّيْف والنطع كامنا ... يلاحظني من حَيْثُ مَا أتلفت)
(وَأكْثر ظَنِّي أَنَّك الْيَوْم قاتلي ... وَأي امْرِئ عَمَّا قضى الله يفلت)
(فَمن ذَا الَّذِي يَأْتِي بِعُذْر وَحجَّة ... وَسيف المنايا بَين عَيْنَيْهِ مصلت ق ٦٦)
(يعز على الْأَوْس بن ثَعْلَبَة موقفي ... يسل عَليّ السَّيْف فِيهِ وأسكت)
(وَمَا حزني من أَمُوت وإنني ... لأعْلم أَن الْمَوْت شَيْء مُؤَقّت)
(وَلَكِن خَلْفي صبية قد تَركتهم ... وأكبادهم من حسرة تتفتت)
(كَأَنِّي أَرَاهُم حِين أنعى إِلَيْهِم ... وَقد لطموا تِلْكَ الخدود وصوتوا)
(فَإِن عِشْت عاشوا خافضين بغبطة ... أذود الردى عَنْهُم وَإِن مت موتوا)
(وَكم قَاتل لَا يبعد الله دَاره ... وَآخر فرحان يسر ويشمت)
قَالَ فَبكى المعتصم ثمَّ قَالَ إِن من الْبَيَان لسحرا كَمَا قَالَ رَسُول

1 / 379