268

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

محقق

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

الناشر

مكتبة المنار

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الأردن الزرقاء

بالمجامر وتطيبوا ثمَّ خَرجُوا إِلَيْهِ فاستدناهم حَتَّى يقربُوا مِنْهُ فيناظرهم أحسن مناظرة وأنصفها وأبعدها عَن مناظرة المتجبرين فَلَا يزَال كَذَلِك إِلَى أَن تَزُول الشَّمْس ثمَّ يقوم إِلَى الصَّلَاة فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْم جَالس إِذْ دخل عَلَيْهِ عَليّ بن صَالح حَاجِبه فَقَالَ إِن فِي الْبَاب رجلا عَلَيْهِ ثِيَاب غِلَاظ مشمرة يطْلب الدُّخُول للمناظرة قَالَ ائْذَنْ لَهُ فَدخل وَنَعله فِي يَده فَوقف على طرف الْبسَاط وَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَقَالَ الْمَأْمُون وَعَلَيْكُم السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته قَالَ أتأذن فِي الدنو مِنْك قَالَ نعم فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ فَجَلَسَ فَقَالَ أتأذن فِي كلامك قَالَ تكلم قَالَ أَخْبرنِي عَن هَذَا الْمجْلس الَّذِي أَنْت فِيهِ جَالس أجلسته بِإِجْمَاع الْمُسلمين وَاخْتِيَار لَك ورضى بك أم بالمغالبة لَهُم وَالْقُوَّة عَلَيْهِم بسلطانك قَالَ الْمَأْمُون لم أجلسه بِوَاحِد مِنْهُمَا وَلَكِن كَانَ يتَوَلَّى عَلَيْهِم سُلْطَان قبلي احتمله إِمَّا على رضى مِنْهُم وَإِمَّا على كره فعقد لي ولَايَة الْأَمر بعده بِاتِّفَاق من حضر من الْمُسلمين فأعطوا ذَلِك إِمَّا طائعين وَإِمَّا كارهين فَلَمَّا صَار الْأَمر إِلَيّ علمت أَنِّي مُحْتَاج إِلَى إِجْمَاع كَافَّة

1 / 362