176

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

محقق

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

الناشر

مكتبة المنار

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الأردن الزرقاء

بِالْكتاب مَعَ ابْنه عبد الْملك إِلَى سعيد وَقَالَ لَهُ لَو لم يكن الْكتاب لتجافيت عَن ذَلِك فَدَعَا سعيد بالكتابين فَأَعْطَاهُمَا عبد الْملك فجَاء بهما إِلَى مَرْوَان فَلَمَّا قرأهما قَالَ هُوَ أفضل منا فَكف عَن قبض أَمْوَال سعيد وَقَالَ سعيد لوَلَده من أَتَاكُم فِي مجالسكم فقد وَجب حَقه عَلَيْكُم وَمن أَتَاكُم فِي مَنَازِلكُمْ فقد وَجَبت حرمته عَلَيْكُم وَمن أَتَاكُم فِي حَاجَة فَلَا تدخروه شَيْئا فمنته عَلَيْكُم أعظم إِذْ رآكم موضعا لِحَاجَتِهِ وَلما حضرت سعيد بن الْعَاصِ الْوَفَاة قَالَ لِبَنِيهِ أَيّكُم يكفل بديني فَقَالَ ابْنه عَمْرو الْأَشْدَق وَكم دينك قَالَ ثَمَانُون ألفا قَالَ وفيم استدنتها قَالَ سددت بهَا خلة من كريم واشتريت بهَا عرضي من لئيم فَإِذن أَنا بهَا زعيم قَالَ هَذِه خصْلَة وَاحِدَة يَا بني وخصلتان قَالَ مَا هما قَالَ بَنَاتِي لَا تزوجوهن إِلَّا من الْأَكفاء وَلَو تعلق حَبل من الشّعْر قَالَ عَليّ يَا أبتي قَالَ وإخواني إِن فقدوا وَجْهي لم يفقدوا معروفي قَالَ عَليّ يَا أبتي قَالَ وَالله يَا بني مَا زلت أعرف الْكَرم فِي وَجهك وحماليق عَيْنَيْك وَأَنت فِي المهد وَالله يَا بني مَا شتمت أحدا مُنْذُ كنت رجلا وَلَا زاحمت بركبتي رجلا وَلَا كلفت من

1 / 270